اتفقت وسائل إعلامية وصحف عالمية على أن السعودية تغاضت طويلاًً عن الصداع، الذي سببه تمرد الحوثيين على الحدود السعودية - اليمنية خلال الأيام الماضية، وأن السعودية ستستمر في هذه العمليات حتى النهاية، واتفقت الصحف على أن الأجواء المضطربة تبدو فرصة مناسبة لتنظيم «القاعدة» للتحرك. وتابعت الصحف تطورات الأحداث، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، واكتفت معظم التغطيات الصحافية العالمية بإيراد آخر الأخبار الواردة من أرض المعركة في جنوب السعودية. وسلطت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية الضوء على التأكيدات السعودية حول استقرار اليمن، ووصفت نشر القوات السعودية ب«الحال النادرة» للقوات المعروفة بأنها واحدة من أكثر القوات العسكرية المتطورة تقنياً وعدداً في المنطقة. وأضافت: «ليس هناك ارتباط بين القاعدة والحوثيين، والإشكالية الوحيدة تكمن في احتمال استغلال التنظيم لحال عدم الاستقرار في المناطق الشمالية لليمن في تنفيذ أعماله التخريبية». وأوضحت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن الهجوم الجوي السعودي على اعتداء الميليشيات الحوثية دليل على التوجه السعودي لتوسيع الضربات على فلول الحركة المتمردة، خصوصاً في ظل القلق الذي تحدثت عنه السعودية مراراً حيال حال عدم الاستقرار في شمال اليمن، والتي سببتها الحركة المتمردة. من جهتها، أبرزت الصحف البريطانية حال اعتداء الميليشيات الحوثية، ابتداء بقتل الجندي السعودي في حرس الحدود، وقالت صحيفة «تايمز»، إن الحرب الأهلية اليمنية الحالية انتقلت إلى الأراضي السعودية، بعد قتل الجندي السعودي، والدخول إلى الأراضي السعودية. وذكرت شبكة «سكاي نيوز» الإنكليزية، أن المسؤولين السعوديين صرحوا بأن قراراً لم يتخذ لدخول القوات السعودية إلى الأراضي اليمنية. وأشارت «سكاي نيوز» إلى أن الموقف السعودي رسم بوضوح عدم تحمل السعودية للمتمردين الحوثيين الذين يعتقد بدعم إيران لهم. من جهتها، نقلت صحيفة «ديلي تلغراف» على لسان مصدر مسؤول سعودي، أنه بعد الأحداث التي حصلت خلال الأيام الماضية، فإنه يبدو واضحاً أن المتمردين الحوثيين فقدوا مسار الواقعية، وأن الأمور وصلت إلى نقطة لا تقبل خيارات أخرى ولا بد من إنهائها، وأكدت أن حالاً من القلق تسود المنطقة من أوضاع عدم الاستقرار في شمال اليمن، وأن هناك تخوفاً من محاولات نقل الأحداث إلى داخل السعودية، مع تحميل إيران مسؤولية ما يحدث. وذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» على لسان محلل الشرق الأوسط في «مجموعة الأزمات الدولية» جوست هيلترمان، أنه لطالما عبّرت السعودية عن قلقها حيال ما يحصل على الجانب الآخر من حدودها مع اليمن، والمتوقع أن تواصل السعودية تدخلها في الموقف إلى حد وضع نهاية له، وأن هذا هو الدور المتوقع من السعودية منذ وقت مبكر. أما صحيفة «لوموند» الفرنسية، فركزت على أوضاع عدم الاستقرار في شمال اليمن، وأكدت احتمالات أن يستغل تنظيم القاعدة هذه الأوضاع، لتنفيذ بعض الهجمات على السعودية.