أطلق موقع “نيويورك تايمز” الإلكتروني الخميس صيغة جديدة لنظامه الخاص بتعليقات متصفحي الشبكة العنكبوتية، من خلال اللجوء إلى شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر”.. أما الهدف فرفع مستوى النقاش. وتتضمن هذه “التحسينات” فئة “المعلقين الموثوقين” الذين سبق أن قاموا بمجموعة من “التعليقات المميزة”.. هؤلاء يستطيعون أن يبثوا تعليقاتهم على الشبكة العنكبوتية من دون مراقبة أو تعديل مسبق. وقد أعلنت جيل أبرامسون رئيسة تحرير الصحيفة الأميركية البارزة، بنفسها عن التحديثات وذلك على موقع “نيويورك تايمز” الإلكتروني الذي يحصي بحسب بياناته الخاصة نحو 50 مليون زائر شهريا وكذلك على صفحات “الرأي” في النسخة الورقية للصحيفة. وتأتي هذه التعديلات في وقت تبحث صحف عدة في كيفية تحسين مستوى النقاشات على مواقعها الإلكترونية وتفادي تكرار ما ينشر من نقد في غير محله وإهانات، غالبا ما يقوم بها أشخاص لا يكشفون عن هويتهم.
ولا يستطيع قراء هذه الصحيفة أن يتحولوا إلى “معلقين موثوقين” إلا من خلال دعوة وشرط أن يقبلوا بربط تعريفهم عن أنفسهم بصفحتهم على موقع “فيسبوك”. وبالتالي يتحول الإسم والصورة المستخدمان على حسابهم “فيسبوك” كتوقيع لهؤلاء المعلقين على موقع “نيويورك تايمز” الإلكتروني. وهذه طريقة تمنعهم من اتخاذ اسما مستعارا، وهو أمر لا يسمح به “فيسبوك”. وتشير “نيويورك تايمز” قائلة “أدركنا أن أحاديث الأشخاص الذين يستخدمون أسماءهم، تأتي أكثر إثارة للاهتمام كما تنم عن احترام أكبر”. أما هؤلاء الذين يرغبون بالنشر بأسماء مستعارة أو من دون الكشف عن هويتهم، فبإمكانهم القيام بذلك إلا أن تعليقاتهم سوف تخضع للتدقيق بهدف تفادي نشر انتقادات شخصية وكلام بذيء وكل ما من شأنه أن يشكل انتهاكا للمعايير التي تعتمدها الصحيفة. بالنسبة إلى دان كينيدي وهو أستاذ محاضر في الصحافة في جامعة “نورث إيسترن” في بوسطن، فإن الصيغة التي تتبناها صحيفة “نيويورك تايمز” من شأنها أن تؤدي إلى “نقاش أكثر مدنية وقيمة”. ويوضح لوكالة فرانس برس أن “التعليقات هي وسيلة جيدة لا يتم استخدامها كما يجب، تعتمدها وسائل الإعلام بهدف تطوير علاقة مع قرائها وبالتالي إنشاء مجتمع”. ويأسف لأنه “غالباً جداً ما لا تؤخذ التعليقات على محمل الجد”، إذ إن وسائل الإعلام “تجد نفسها مع عشرات المعلقين الذي يرفضون الكشف عن هويتهم أو الذين يعتمدون أسماء مستعارة... وهؤلاء غالبا ما يكونون الأشخاص أنفسهم الذين يعبرون كما يحلو لهم عن كراهيتهم وعنصريتهم”. ويلفت كينيدي إلى أن الارتباط ب”فيسبوك” قد يؤدي إلى إثارة القلق لدى بعض القراء. وقد يرى البعض أن عدم الكشف عن الهوية هو أمر محبذ أحيانا. وعلى سبيل المثال عندما يخشى أحدهم أن يثير له ذلك مشاكل مع رب عمله، إذا ما تم التعرف عليه. لكن كينيدي يشير إلى أنه “لا ننشر رسائل مجهولة المصدر في بريد القراء” في النسخة الورقية.. “وما من سبب لمعاملة مختلفة مع التعليقات على الشبكة الإلكترونية”. تعليقات | صحف | فيس بوك | مواقع الصحف | نييورك تايمز