طالبت جبهة علماء الأزهر الرئيس الأمريكى باراك أوباما بعدم عرقلة تقرير جولد ستون حول الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة والذى اعتمده مجلس حقوق الانسان الدولى يوم الجمعة الماضى . جاء ذلك فى رسالة وجهتها الى أوباما تلقت (عناوين) اليوم الاحد 18/10/2009نسخة . وفيما يلي بعض نصوص الرسالة : "من جبهة علماء الأزهر إلى سيد البيت الأبيض السيد باراك حسين أوباما.. سلام عليك وهذه هي الرسالة الثانية من الجبهة إليك، دفعنا للكتابة بها إليك الطمع في ظاهرك ورجاء الخير لك ولأمتك إن أصغيت وأصخت السمع. فحقيقة أمر تلك الرسالة أنها تذكير برسالة أرسلت لسلفك روزفلت منذ سبعين عاما من الملك عبدالعزيز آل سعود , طيب الله ثراه , فلم يُعِرْها انتباها، ولم يحسن لها قراءة . ولو أنها صادفتَ منه ما أمَّله الملك العربي المسلم وإخوانه منه لوفَّر على نفسه وعلى أمته وعلى الإنسانية الكثير من الفواجع التي نزلت بهم وبه وبكل من أتي بعده وخاصة سلفكم الذي ركب رأسه وغرته الأماني فذهب بعار الدنيا وخزي الآخرة ولعل القدر قد ادخر تلك الرسالة لك إعذارا لك و تقديرا منه لأصولك وإحساناً إليك". واضافت :" إننا لنأمل أن يكون في تلك الرسالة ما يحملك على الإحسان إلى تاريخك، وإلى نفسك و أصولك، فيحول بينك وبين ما وقع فيه سلفك وأسلافك نحو أمتنا وأن تدع تقرير (جولدستون) يأخذ إلى الحق طريقه بغير ممانعة منك، ولا مدافعة حتى لا تدع السياسة تغتال تاريخك العلمي أو مواقفك التي بدأتها ولازلنا في انتظار تحقيق بعضها". "إنك إن فعلت تكن لنفسك وللحق منصفا، فإن الشعوب كما تعلم قد استيقظت على واقعها، وما كان يناسب الأمس الدابر من أساليب الخداع لها لم يعد بعد لإدامة الظلم فيها صالحا، وتلك صناديق التزوير بأفغانستان عن قريب تُفْتحُ ثانية وتفضح،و تُرَدَّ في نحر أصحابها بعد تزويرها، فلا تركنوا إلى الذين ظلموا أنفسهم وتسلكوا سبيلهم فتلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون، فإن قطار الحق الذي افترس غريمكم بالاتحاد السوفييتي من قبل لم يكن بحكر عليه، وقد بدأت معالم التصدع تظهر على بنيانكم الذي سيخرُّ عليه السقف عن قريب بحقٍّ من فوقكم، وهاهي صيحات الانفصال قد بدأت تعلو الشفاه في دياركم". واوضحت :" إن حقائق اليوم يا سيادة الرئيس كانت أحلاما بالأمس، وإن أحلام اليوم هي حقائق الغد، فلا تصادم بسلطانك نواميس الكون فإنها غلابة، وهاهي معالم الإصباح قد بدأت تشرق علينا من تركيا التي صححت مع سوريا مواقفها من بعض حقائق التاريخ، وعن قريب تلحق بقية الأمة بقطار الشرف نأمل أن تراجعوا مع الرسالة ومرفقاتها مواقفكم الرسمية، وتدعوا الديار لأهلها، فلن تكون عاصمة الرشيد لغير أهلها دارا، ولن تكون كابول التي فتحها عثمان بن عفان للظالمين قرارا ، فادخلوا التاريخ منصفين ، وأعطوا القوس باريها خير لكم من أن تخرجوا منه كما خرج غيركم ظالمين، فلا زلنا نأمل لكم من الله حسن الخاتمة وجميل المصير". وأشارت الجبهة الى رسالة الملك عبد العزيزآل سعود إلى الرئيس الأمريكى الراحل فرانكلين روز فلت والتى أرسلها عام 1938م ونشرت بمجلة الفتح في 21 من ذي القعدة عام 1357ه تحت عنوان "كتاب الملك عبد العزيز بن سعود إلى الرئيس روزفلت بشأن قضية فلسطين وموقف أمريكا من اليهود" . ونقلت عن المجلة التقدمة التى قدمت بها رسالة الملك عبدالعزيز والتى جاء فيها : لجلالة الملك عبد العزيز آل سعود مساع نبيلة في سبيل قضية فلسطين عرف الجمهور بعضها، ووقفنا على شيء منها لا يعرفه الجمهور، ولا ريب أن له مساعي غيرها، ومما وقفنا عليه أخيرا كتاب أرسله جلالته إلى رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية عقب بعض تصريحاته التي أراد منها استرضاء اليهود وصحافتها ليساعدوه في الانتخابات المقبلة لرئاسة الجمهورية . وأوردت الجبهة نص رسالة الملك عبد العزيز الى روزفلت والتى يقول جلالته فى مستهلها "من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل ملك المملكة العربية السعودية، إلى صاحب الفخامة الرئيس فرانكلين روزفلت رئيس جمهورية الولاياتالمتحدةالأمريكية يا صاحب الفخامة لقد اطلعنا على ما أذيع عن موقف حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية في مناصرة اليهود في فلسطين. وبالنظر لما لنا من الثقة في محبتكم للعدل والإنصاف، وفي تمسك الأمة الأمريكية الحرة بأعرق التقاليد الديمقراطية المؤسسة على تأييد الحق والعدل ونصرة الأمم المغلوبة، ونظرا للصلات الودية التي بين مملكتنا وحكومة الولاياتالمتحدة فقد أردنا أن نلفت نظر فخامتكم إلى قضية العرب في فلسطين وبيان حقهم المشروع فيها، ولتا ملءُ الثقة أن بياننا هذا يوضح لكم وللشعب الأمريكي قضية العرب العادلة في تلك البلاد المقدسة. وجاء فى رسالة الملك الراحل :لقد ظهر لنا من البيان الذي نشر عن موقف أمريكا أن قضية فلسطين قد نُظر إليها من وجهة نظر واحدة، هي وجهة نظر اليهود والصهيونية، وأهملت وجهات نظر العرب. وقد رأينا من آثار الدعايات اليهودية واسعة النطاق أن الشعب الأمريكي الديمقراطي قد أضلل َّ تضليلا عظيما، أدى إلى اعتبار مناصرة اليهود على سحق العرب في فلسطين عملا إنسانيا، في حين إن مثل ذلك ظلم فادح وجه إلى شعب آمن مستوطن في بلاده كان ولا يزال يثق بعدالة الرأي العام الديمقراطي في العالم عامة؛ وفي أمريكا خاصة، وأنا على ثقة بأنه إذا اتضح لفخامتكم وللشعب الأمريكي حق العرب في فلسطين فإنكم ستقومون بنصرته حق القيام. وتابعت : إن الحجة التي يستند إليها اليهود في ادعاءاتهم بفلسطين هي أنهم استوطنوها حقبة من الزمن القديم، وأنهم مشتتون في بلاد العالم، وأنهم يريدون إيجاد مجتمع لهم يعيشون فيه أحرارا في فلسطين، ويستندون في عملهم على وعد تلقَّوْهُ من الحكومة البريطانية أُسمي ب "وعد بلفور". أما دعوى اليهود التاريخية فإنه لا يوجد ما يبررها؛ في حين أن فلسطين كانت ولا تزال مشغولة بالعرب في جميع أدوار التاريخ المتقدمة، وكان السلطان فيها لهم، وإذا استثنينا الفترة التي أقامها اليهود فيها والمدة الثانية التي سيطرت فيها الامبراطورية الرومانية عليها؛ فإن سلطان العرب كان منذ الزمن الأقدم على فلسطين إلى زماننا هذا، وقد كان العرب في سائر أدوار حياتهم محافظين على الأماكن المقدسة، معظمين مقامها، محترمين لقدسيتها، قائمين بشؤونها بكل أمانة وإخلاص، ولما امتد الحكم العثماني على فلسطين كان النفوذ العربي هو المسيطر، ولم يكن العرب يشعرون بأن الترك دولة مستعمرة لبلادهم . واستطرد العاهل السعودى الراحل فى رسالته : أما دعوى اليهود التي يستثيرون بها عطف العالم أنهم مشتتون في البلدان ومضطهدون فيها، وأنهم يريدون إيجاد مكان يأوون إليه ليأمنوا على أنفسهم من العدوان الذي يقع عليهم في كثير من الممالك ،فالمهم في هذه القضية هو التفريق بين القضية اليهودية العالمية أو اللا سامية وبين قضية الصهيونية السياسية، فإن كان المقصود هو العطف على اليهود المشتتين فإن فلسطين الضيقة قد استوعبت منهم الآن مقدارا عظيما لا يوجد ما يماثله في أي بلد من بلدان العالم، وذلك بالنسبة لضيق ارض فلسطين، وبالنسبة لأراضي العالم التي يقوم اليهود فيها؛ وليس باستطاعة رقعة ضيقة كفلسطين أن تتسع لجميع يهود العالم حتى ولو فرض أنها أخليت من سكانها العرب( كما قال المستر مالكلوم ماكدونالد) في خطاب ألقاه في مجلس النواب البريطاني مؤخرا) فإذا قبل مبدأ بقاء اليهود الموجودين في فلسطين في الوقت الحاضر فتكون هذه البلاد الصغيرة قد قامت بأعظم قسط إنساني لم يقم بمثله غيرها. . وزاد : أما استناد اليهود على تصريح بلفور فإن التصريح بحد ذاته جاء جورا وظلما على بلاد آمنة مطمئنة، وقد أعطى من قبل حكومة لم تكن تملك يوم إعطائه حتى فرضه على فلسطين، كما أن عرب فلسطين لم يؤخذ رأيهم فيه، ولا في نظام الانتداب الذي فرض عليهم، كما صرح بذلك "مالكلوم ماكدونالد" وزير المستعمرات البريطانية أيضا؛ وذلك برغم الوعود التي بذلها لهم الحلفاء وبينهم أمريكا بحق تقرير المصير. ومن المهم أن نذكر أن وعد بلفور كان مسبوقا بوعد آخر من الحكومة البريطانية بمعرفة الحلفاء بحق العرب في فلسطين وفي غيرها من بلاد العرب. ومن هذا يتبين لفخامتكم أن حجة اليهود التاريخية باطلة، ولا يمكن اعتبارها وحجتهم من الوجهة الإنسانية قد قامت فيها فلسطين بما لم يقم به بلد آخر، ووعد بلفور الذي يستندون إليه يخالف الحق والعدل، ومخالف لمبدأ تقرير المصير، والمطامع الصهيونية تجعل العرب في جميع الأقطار يوجسون منها خيفة وتدعوهم لمقاومتها. أما حقوق العرب في فلسطين فإنه لا تقبل المجادلة، لأن فلسطين بلدهم منذ أقدم الأزمان