قالت مجلة إيكونومست البريطانية إن جماعة (الإخوان المسلمين) تحظى بدرجة عالية من الانضباط والسرية والقدرة على الاحتفاظ بانتشار دولي، بما تملكه من قيادة قوية ونفوذ في أغلبية الدول العربية والإسلامية، وخاصة في تركيا والسودان والأردن والكويت وسوريا من خلال الأحزاب السياسية. وربطت المجلة في تقرير لها تحت عنوان (الإخوان المسلمين: استرضاء أو معارضة) بين انتصار حركة حماس كأحد أجنحة الإخوان المسلين في غزة، وبين المكاسب التي حققتها جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية في مصر عام 2005. ورصدت المجلة تعرض جماعة الإخوان في مصر لما وصفته ب (ضربات قاسمة) على يد النظام المصري منذ الستينيات، وإن كانت حكومة الرئيس مبارك قد أضافت إلى ذلك حظر الأحزاب السياسية على أساس ديني، فضلا عن التغيرات القانونية في الدستور لمنع الإخوان من خوض الانتخابات كمستقلين وحملات الاعتقالات. ولفتت المجلة إلى أن هذه الضربات التي تعرضت لها الجماعة أضعفت الفصيل المعتدل داخل الجماعة، وخاصة أنها تواجه ضغوطا بداخلها لإصلاح (الشيخوخة) التي بها؛ حيث لا يزال المرشد «مهدي عاكف» ونائبه «محمد حبيب» يتحكمان في الإخوان طوال تلك الفترة. وقالت المجلة إن إصرار الحكومة المصرية على سحق الجماعة من شأنه إحداث تحول (انتقالي) في تفكير الجماعة بتبني العنف، وخاصة في ظل تزايد يأس كثير من الشباب من الحياة السياسية في مصر في ظل سيادة مناخ (القمع السياسي)، ليصبحوا أكثر راديكالية كالقاعدة. وأرجعت المجلة التوتر السياسي في العلاقات مع الإخوان المسلمين وعلى رأسهم (حماس) إلى عام 1999 عندما فرضت بعض الحكومات الرسمية حظرا رسميا على زيارات قادة (حماس) وطرد عدد من زعمائها، فضلا عن الانتقادات التي تم توجيهها للإخوان المسلمين بعد حضور قادتها جنازة أبو مصعب الزرقاوي. واعتبرت المجلة أن جماعة الإخوان تحظى باحترام واسع ودائم، على الرغم من خوف كثير من الحكومات العلمانية من وصولهم إلى السلطة، فضلا عن أن كثيرا من الليبراليين العرب لا يزالون يخشون تنافس الإخوان في الانتخابات وفوزهم، مشيرة إلى حسم الأمر يرجع إلى الإرادة الشعبية في الانتخابات في تلك الدول، والتي تظل (معضلة) وتمثل حالة (المد والجزر) للاقتراب من السلطة.