العالم شاشه كونيه ولو في الربع الخالي تجاوز العالم عصر القريه الكونيه او القريه الصغيره الى عالم الشاشه الكونيه او عالم on line وبدت الشاشه الكونيه تفرض نفسها بقوه منذ مطلع القرن الميلادي الحالي بفعل ثورة الاتصالات الهائله عبر الاقمار الصناعيه لحظه بلحظه مع مايحدث في العالم حتى لوكان المتلقي في الربع الخالي من الجزيره العربيه او في اي جزء نائي من العالم. واصبح مصطلح "العالم اصبح قريه كونيه" والذي اطلقه عالم الاعلام والاتصال الكندي الدكتورمارشال ماكلوهان للعالم في كتابه (الوسيلة هي الرسالة) الصادر في عام 1967 في أرشيف التاريخ وان كان هناك من يستخدم هذا المصطلح الذي اصبح لايعبر عن واقع عصرنا الحالي والمصطلح المناسب الذي يواكب الزمن هو اطلاق مصطلح جديد باسم "العالم اصبح شاشه كونيه" . ولوقدر لماكلوهان المتوفي عام 1980 ان يعايش العصر وتطوراته منذ اطلاقه هذا المصطلح الذائع الاستخدام لاجرى عمليات تغير على هذا المصطلح تبعا لتطور وسائل الاتصال غير ان الموت غيبه في عصر القريه الكونيه. وبحكم زمالة التخصص يطيب لي ان اكمل سيناريو ما كلوهان الذي بدأ بالقريه الكونيه واضيف : الشارع الكوني فالعماره الكونيه الى الشقه الكونيه حتى بلغنا الشاشه الكونيه وهي آخر تقنيات الاتصال بين العالم بالصوت والصوره عبرشاشة شبكة النت على وجه التحديد اضافه الى وسائل الاتصال الاخري والفضائيات. وتعد ثورة الاتصالات في هذا العصر أكبر عملية انقلاب يشهدها التاريخ ضد التخلف والتحجر والوصايه وتسير وتيرتها بسرعه هائله نحو مزيدا من التطور التقني وتتطلب لمواكبتها قوه عقليه ابداعيه مساويه لها في السرعه. ومن المؤكد ان صاروخ ثورة الاتصالات السريع لن يلتفت الى الوراء لانتظار المتأخرين وسيمضي في طريقه الى افاق ادق واعقد واكثر تطورا من ذي قبل مصطحبا معه كل من تسلح بالعلم والمعرفه وسيترك مادون ذلك لارشيف التاريخ. ويبقى القول: ان ثورة الاتصالات التي نعيشها في عصرنا الحالي نعمه من نعم الله على عباده وجب احترامها والاستفاده منها في خدمة البشريه بطريقه حضاريه وهي ليس فيها من الشر شيىء كما يدعي البعض ممن تعشش في عقولهم نظرية المؤامره وانما الشر في بعض البشر ممن تسول لهم انفسهم الحاق الضرر بالآخرين كما يفعل المخربون ومن في قلوبهم مرض. كما ان عالم ثورة الاتصالات حمل مضامين انسانيه بتفكيكه الامتيازات التي كانت حكرا على طبقه محدده من المجتمع واصبح عالم الشاشه الكونيه بكل معارفه وعلومه واخباره وانجازته في متناول عيون وأذان واصابع الجميع على حد سواء. (محمد السلوم )