قضت محكمة فرنسية بوقف خطط أمير قطري لترميم قصر باريسي أثري كان يسكنه الأديب الشهير فولتير والموسيقي الفرنسي شوبان. وقالت صحيفة التلجراف: إن الخطوة جاءت بعدما حذر دعاة الحفاظ على الطبيعة من أن المصاعد وأجهزة التكييف وموقفا تحت الأرض للسيارات وحماما فوق سقف نفيس، كان يعتزم الأمير القطري إدخالها في أعمال تجديد القصر، سوف تتسبّب في خسارة لا تعوض. وأضافت أن القصر الذي يعود إلى القرن السابع عشر، والذي يطل على نهر السين على جزيرة إيل سانت لويس، يعدّ ذروة النقاء الثقافي. وأوضحت أن الشيخ حمد بن عبد الله آل ثاني، شقيق أمير قطر، اشترى القصر في عام 2007 من قطب المصارف جاي دي روتشيلد في مقابل نحو 53 مليون جنيه استرليني، وكلف خبراء فرنسيين بارزين باستعادة القصر المتهالك إلى سابق روعته. لكن مجموعة من أبرز المهندسين والمؤرّخين والمشاهير المحليين, رفعوا دعوى قضائية على خطة الأمير، وادعوا أن حماسته للتحديث تهدّد روح واحد من أفضل القصور المحمية في العاصمة ويعدّ موقعا مهما في قائمة التراث الثقافي لليونسكو. وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء عارضوا التحركات لحفر موقف للسيارات تحت الساحة الممهدة للمبنى، وبناء مصاعد وحمامات جديدة في مقرات المعيشة الملكية. ونقلت الصحيفة عن الملحن هنري دوتيلو الذي عاش بالقرب من القصر أكثر من 50 عاما، قوله: "الأعمال تهدّد بتخريب هذا التفرد المعماري الاستثنائي". كما نقلت عن بيير هويسو رئيس باريس التاريخية، قوله: "التجديد ليس محاولة لإعادة البناء على ما قد كان عليه في القرن السابع عشر. إنه مسألة تدبير الأمر بالذي هناك، والإبقاء على الإضافات التي صنعت على مدى القرون وحماية المبنى". وأضافت الصحيفة أن أسوأ المخاوف من أعمال التجديد بدت مؤكدة عندما عرضت خطط لحمام يقع مباشرة فوق غرفة لها سقف رسمه تشارلز دي برون، الفنان الذي رسم قاعة دي جلاس في قصر فرساي التي ينظر إليها على أنها تحفة فنية على نطاق واسع. وأشارت إلى أن محامي الأمير القطري عبّر عن الدهشة إزاء القرار, ونقلت عنه قوله: "نحن نفحص كل الفرضيات بالتعاون مع وزارة الثقافة. وهذه تتضمن الاستئناف أو إرجاع الخطط إلى هيئة الرسم". واختتمت الصحيفة بقولها: "الحكم محرج للرئيس نيكولا ساركوزي، الذي لديه علاقات دبلوماسية وثيقة مع قطر. وكان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أول زعيم عربي تتم دعوته لزيارة قصر الإليزيه بعد وصوله للحكم في عام 2007".