أعلنت وزارة الخزينة الأمريكية سلسلة عقوبات جديدة ضد شركات حول العالم بتهمة انتهاك العقوبات المفروضة على إيران، ولكن الجديد هذه المرة أن العقوبات طالت شركات على صلة بتسهيل نقل الأسلحة والتجهيزات لصالح النظام السوري، إلى جانب شبكة تابعة للقاعدة تنشط من إيران وبعلم سلطاتها وتعمل على تجنيد مقاتلين لصالح "جبهة النصرة" المعادية لدمشق. وبرز في العقوبات الجديدة استهدافها لعدد من الشركات والأشخاص الذين يعتقد أنهم ساهموا في مساعدة إيران على تجنب العقوبات وتطوير برامج نووية أو عسكرية تتعلق بالصواريخ، إلى جانب دعم نشاطات إيران المتصلة بالإرهاب، وتتوزع الجهات التي طالتها العقوبات على عدة دول بمقدمتها تركيا وأسبانيا وألمانيا وجورجيا وأفغانستانوالإمارات وليختنشيتن.
ومن بين الجهات التي طالتها عقوبات بسبب التورط في دعم برنامج إيران النووي التركي "علي كانكو" الذي ساعد مجموعة "تيفا سانات" الإيرانية من أجل تطوير مراكب سريعة لصالح الحرس الثوري، وشركة "أدفنسا إلكتريكال" الأسبانية التي باعت طهرات أجهزة على صلة بالبرنامج النووي.
وطالت العقوبات أيضا شركات إيرانية موجودة في الإمارات على صلة بشركة "ماهان إير" الإيرانية للطيران، والتي تتهمها أمريكا بأنها الناقل الرئيسي للأسلحة الإيرانية إلى النظام السوري الذي يستخدمها ضد شعبه، إلى جانب ضباط في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني هم علي رضا حيماتي وأكبر سيد الحسيني ومحمد أفخمي بتهمة التورط في توفير الدعم لمسلحين من أجل شن عمليات في أفغانستان، وكذلك التأثير على المسار السياسي الأفغاني.
ولكن اللافت للانتباه في قرار العقوبات الأمريكية الجديدة أنه طال من وصف ب"الشخصية الأساسية في تنظيم القاعدة والموجود في إيران" ويدعى أولمزون أحمدوفيتش صادقييف، والذي قالت إنه يعمل "بعلم السلطات الإيرانية" ويدير شبكة مسؤولة عن نقل الأموال والمقاتلين الأجانب عبر تركيا لصالح "جبهة النصرة" والشبكات التابعة للقاعدة في سوريا.
وبحسب القرار، فإن صادقييف، واسمه الحركي "جعفر الأوزبكي" عضو في جماعة "اتحاد الجهاد الإسلامي"، وينشط أيضا تحت اسم "جعفر مويدينوف" ويوفر الدعم اللوجستي والتمويل للقاعدة، وعلى صلة بشخصيات أخرى من تنظيم القاعدة على لائحة المطلوبين لواشنطن، وبينهم "ياسين السوري."
ويشير القرار إلى أن صادقييف يقيم في مدينة "مشهد" الإيرانية ويعمل على تهريب المقاتلين عبر الحدود مع أفغانستان المجاورة، وتقوم شبكته بتحريك المقاتلين نحو أفغانستانوباكستان عبر إيران، بينما يقود "ياسين السوري" شبكة القاعدة في إيران، بعد فترة قصيرة أمضاها قيد الاعتقال نهاية عام 2011.
ويلعب "ياسين السوري" دورا بارزا في نقل أصحاب الخبرات القتالية من باكستان إلى سوريا، كما يساهم في تنظيم شبكات نقل المجندين إلى سوريا عبر تركيا، وسبق لشبكة القاعدة في إيران – بحسب القرار الأمريكي – أن ساعدت على نقل الأموال من المتبرعين في الخليج، وخاصة من الكويت، إلى شبكات أخرى للقاعدة، بينها "جبهة النصرة."