فجأة صار اسم رئيس لجنة الانضباط في اتحاد القدم السعودي، إبراهيم الربيش، موضع تداول، وعرف الناس - وكأنها لأول مرة - أن هذا المحامي المتقاعد عن العمل يقود اللجنة المكلفة بضبط النظام وفرض العقوبات في البطولات المحلية، يوقف اللاعبين والرؤساء والمدربين، ويغلق الأبواب في وجوه الجماهير، ويأخذ المال "قانوناً" من خزائن الأندية، جزاء وفاقاً. ووفقا للعربية نت، قراران "انضباطيان" في يوم واحد، أحدهما اقتص من حشود نادي الهلال (بسبب زفر الهتافات العنصرية من رئة المدرج الأزرق في مسامع اللاعبين الاتحاديين)، بغرامة 100 ألف ريال وحرمانهم من تشجيع فريقهم مباراة واحدة، والآخر انتزع من رئيس نادي الأهلي 50 ألف ريال، لأنه قال على ملأ: "إن لجنة المهنا وحكامه.. يتقصدون أخضر جدة". هذان القراران وضعا الربيش في مرمى الرصاص، وتنازع القوم ذمته بين مادح وقادح، وألبسوه ثياباً زرقاً وصفراً وخضراً مقلمة وغير مقلمة، حتى انقسموا في ذلك إلى فسطاطين، وكل يوسوس له قلبه. ولم يكن يعلم رئيس لجنة الانضباط الذي افتتح حسابه في موقع "تويتر" قبل 555 يوماً بتغريدتين كتب فيهما: "أول ضمانات العدالة، سرعة البت وتشديد العقوبة، والنظام والمحاكم يتجاهلان ذلك".. و"تسعة أعشار فساد المجتمعات راجع إلى فساد المحاكم، وتسعة أعشار فسادها راجع إلى طول زمن التقاضي بها"، إنه سيتأخر وهو قاضي "الانضباط" 17 يوماً في "بت" قضية، لا تطيق التأجيل، درءاً للتأوليل، وأن "طول زمن التقاضي بها"، سيخلط الأمور وسيجعل العدالة التي ابتغاها تربصاً وتحيزاً، في يقين المعسكرين المتضررين. وغص "تويتر" بالحانقين من القرارين والمشككين في نزاهة اللجنة.. والمصفقين للقرارين والمؤيدين لوضوح اللجنة، وبينهما كان ماء من الأسئلة يجري، يختلط فيه الملح الأجاج بالعذب الفرات .. ولأن الأسئلة هي الرحم الذي تولد منه الإجابات.. ألهاها التكاثر، في الست الساعات الأخيرة من الأربعاء المنصرم، لكنها لم تضع حملها جواباً سوياً. في خضم هذا كله، من هو إبراهيم الربيش الذي تناقل هلاليون صورة له مع صديقه وعضو لجنته، الحكم المعتزل ناصر الحمدان يتقاسمان حمل شعار نصراوي، ويلف احدهما شعاراً على رقبته فيما يضع الآخر، شعاراً ثالثاً على كتفه الأيسر؟!. بتصفح حسابة في "تويتر" فكأنه ضد الهلال تماماً، إذ كتب بعد خسارته من أولسان الكوري في معركة آسيوية قبل عامين بأربعة أهداف، رداً على أحد أقاربه (غضب من كل الذين يختزلون تاريخ الهلال العظيم في هزيمة واحدة)، تغريدة (منذ 371 يوماً) سخر فيها من الأزرق: "يا لطيف، صرتوا مثل النصر .. أجل "بيستملس" جلدكم على الهزايم"، ثم سخر في أخرى من صحافة الهلال: "أربعة .. قوية .. بحجم قوة الإدارة الهلالية ومواردها .. بس عسى المباراة مهيب في الرياض .. علشان تلقى الصحافة عذر للهلال". وامعانا في مناكفة الهلال وانصاره، كتب تغريدة ثانية (منذ 185 يوماً): "استغرب لبعض جماهير الهلال يفرحون لهزيمة النصر .. واذا بودلوا نفس المشاعر تضايقوا .. يا رب ما يزعل أحد". وقبل (451 يوماً)، علق على صورة قديمة للهداف السعودي وقائد منتخب بلاده وفريق النصر الكروي السابق ماجد عبدالله، بتغريدة جاء فيها: "افتقدته الكرة السعودية، والعربية، ورغم الإجحاف في حقه إعلامياً إلا أنه فرض نفسه بأدائه وأخلاقه الذي يفتقده كثير من الرياضيين". لكن الربيش الذي طالب مرة بمنع اللاعب النصراوي الدولي السابق فهد الهريفي من الظهور تلفزيونياً، وشطب هداف الهلال وقائده المعتزل دولياً ياسر القحطاني، في أعقاب خلافهما الذي قذف حممه قبل بدء دورة الخليج الأخيرة.. غازل "الزعيم"، وكأنه معه تماماً، بعد مواجهة آسيوية كسبها الأزرق ضد بيروزي الإيراني، وكتب في تغريدة: "ألف مبروك لنا.. سطوع الهلال في سماء طهران"، وفي تغريدة موجهة لعامة المغردين، بلغت من العمر (371 يوماً)، كتب رئيس لجنة الانصباط (قبل أن يكون كذلك): "إذا لك علاقة بالهلال.. عندي لكم لاعبين بالمجان من أوروبا الشرقية .. بس بشرط يمتلك مكتبنا البطاقة الدولية"، ليرد عليه الصحافي عبدالله الفراج بسؤال تجاري بحت: "والعمولة لمين يا دكتور؟!"، لتأتيه إجابة الربيش نصاً: "حاضرين أستاذ عبدالله .. حدد نسبتك، وما يُخدم بخيل". وحين كتب أحد المغردين (من ذوي قربى الربيش) نكته يتهكم فيها على النصر: "لا تجعل تعصبك الكروي يفقدك أحد أصدقائك .. اجعلها للمتعة وتقبلها النتيجة بصدر رحب .. إذا فاز الهلال نقول له: يستاهل .. وإذا فاز النصر فيخسي ويعقب" .. رد عليه الرئيس الجديد بالتغريدة التالية: "ما درينا أنك متعصب يا أبو عبدالله .. بس حلوة".