مازالت كلمة الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة تثير عاصفة من النقاش في كل من تونس ومصر، بعد أن طالب بإطلاق سراح الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. ففي كلمته، طالب المرزوقي السلطات المصرية بالإفراج عن مرسي وجميع "المعتقلين من الإسلاميين المحبوسين بالسجون حاليا، مشيرا إلى أن تلك المبادرة الجريئة قادرة وحدها على خفض الاحتقان السياسى ووقف مسلسل العنف وعودة كل الأطراف إلى الحوار باعتباره الوسيلة الوحيدة لحل المشاكل الصعبة، التى تفرضها المراحل الانتقالية." وحتى قبل التنديد المصري الرسمي، اشتعلت مواقع التواصل في تونس بردود الفعل إزاء تصريحات المرزوقي، وكان واضحا أنّ أنصار حزب النهضة وحزب المؤتمر الحاكمين، حيوا "شجاعة وشرف المرزوقي" معتبرين أن كلمته تاريخية وتعبر "عن تونس الجديدة التي لا تساند إلا الحق." لكن المعارضين، نددوا بالكلمة قائلين إنّ المرزوقي "لم ينتخب إلا بسبعة آلاف صوت من أجل مهمة كتابة الدستور وبالتالي فإنه ليس رئيسا ولا يمثل جميع التونسيين." كما كان الوضع مماثلا في مواقع التواصل المصرية، حيث تناقلت صفحات الإسلاميين بكثافة كلمة المرزوقي معتبرين إياه "صوت الحق الصاعد في عالم يرفض الشرعية" في الوقت الذي اعتبر فيه معارضو مرسي "الرئيس التونسي مجرد ألعوبة بيد حركة النهضة الإخوانية الحاكمة في تونس." كما أعربت وزارة الخارجية المصرية عن رفضها واستيائها مؤكدة أن ما ورد فى تلك الكلمة بشأن مصر يجافي الحقيقة، فضلاً عما يمثله ذلك من تحد لإرادة الشعب المصري، الذى خرج بالملايين فى 30 يونيو مطالباً بإقامة ديمقراطية حقيقية تؤسس لدولة عصرية جامعة لا تقصى أيا من أبنائها. واختتم البيان بالقول "وهو ما نرجوه للأشقاء فى تونس الذين لا يزال البعض هناك يحاول أن يفرض عليهم نموذجاً بعينه لا يعبر عن واقع وطبيعة المجتمع التونسي السمحة." لكن مستشار الرئيس التونسي، مدير عام معهد الدراسات الاستراتيجية طارق الكحلاوي اعتبر على صفحته الخاصة أنّ في البيان المصري تحريضا على الانقلاب في تونس وأنه تدخل واضح في شؤونها." وعلى النقيض من ذلك، انتقد رئيس الوزراء التونسي السابق الباجي قائد السبسي الذي يرأس حالياً حركة "نداء تونس" المعارضة، بشدة تدخل الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي في شؤون مصر الداخلية. وقال السبسي في تصريحات لتلفزيون "أون تي في" المصري الذي اشتراه الأعمال التونسي طارق بن عمار من مالكه السابق نجيب ساويرس إنه لا يعرف السبب الذى جعل الرئيس التونسي الموقت منصف المرزوقي يتدخل فى الشؤون المصرية التي تخص المصريين، ولا دخل لتونس أو رئيسها فيها، وبالتالي فإن المرزوقى تدخل فيما لا يعنيه."