أعلنت الحكومة السودانية عن تعطيل الدراسة في عدد من الولايات، على خلفية الاضطرابات التي تشهدها العاصمة الخرطوم، والتي امتدت إلى ولاية "الجزيرة"، حيث تشهد احتجاجات واسعة على قرار الحكومة برفع الدعم عن الوقود. وأفادت مصادر مطلعة لCNN بالعربية بأن احتجاجات غاضبة شهدتها العاصمة السودانية، وخمس مدن أخرى، على مدار الساعات القليلة الماضية، وسط أنباء عن سقوط ثلاثة قتلى في مصادمات بين محتجين مناهضين للحكومة، وقوات الأمن السودانية. وقررت وزارة التربية في الخرطوم تعطيل الدراسة في جميع مدارس الولاية حتى 30 سبتمبر الجاري، على أن تفتح المدارس أبوابها مع بدء الامتحانات في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، في خطوة يبدو أنها تهدف لمنع اتساع نطاق الاحتجاجات. وأفادت المصادر بأن خدمة الانترنت تشهد انقطاعاً في مختلف الولايات، فيما لم يعرف ما إذا كان الأمر بقرار حكومي، مع عدم توفر مصدر رسمي للتعليق، في الوقت الذي أفادت فيه تقارير إعلامية باستمرار المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن . ولفتت مصادر رسمية إلى سقوط ثلاثة قتلى منذ اندلاع الاضطرابات الثلاثاء، بينهم اثنان في الخرطوم، قالت وكالة السودان للأنباء إن أحدهما "لقي حتفه أثناء محاولته نهب ممتلكات أحد المواطنين، الذي تصدى له دفاعاً عن نفسه وممتلكاته." أما القتيل الثالث فقد سقط في مدينة "ودمدني"، بولاية الجزيرة، برصاص أطلقه أشخاص من سيارة مدنية، بحسب ما ذكرت مصادر أمنية. ونقل "المركز السوداني للخدمات الصحفية" عن والي الجزيرة، الزبير بشير طه قوله إن أعمال الشغب التي شهدتها مدينة ودمدني، شملت "الاعتداء" على محطات الطاقة والوقود، ومحاولات "نهب" البنوك والأسواق، و"سرقة" ممتلكات المواطنين، إضافة إلى "محاولة الاعتداء" على مراكز الشرطة. وتفجرت الاحتجاجات في السودان في أعقاب قرار الحكومة الاثنين الماضي، برفع الدعم على الوقود، في إطار محاولاتها لتقليص العجز المتزايد في الميزانية، مما أدى إلى تزايد حالة الغضب الشعبي ضد نظام الرئيس عمر البشير، الذي يحكم الدولة العربية منذ عام 1989.