يلتقي وزير الخارجية الأميركي ونظيره الإيراني هذا الأسبوع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، في اجتماع غير مسبوق منذ تحول الملف النووي موضوعا خلافيا بين البلدين. وتتهم الدول الغربية إيران بالسعي إلى حيازة سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني، الأمر الذي تنفيه طهران. ويلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في نيويورك، وفق ما أعلن البيت الأبيض الاثنين من دون أن يستبعد حصول لقاء بين الرئيسين باراك أوباما وحسن روحاني. وسيتحدث الرئيسان الثلاثاء من على منبر الأممالمتحدة الذي سيتوالى عليه أكثر من 130 من رؤساء الدول والحكومات طوال عشرة أيام. وسيلتقي روحاني الثلاثاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في أول اجتماع منذ 2005. وأبدت القيادة الإيرانية الجديدة موقفا منفتحا منذ انتخاب روحاني رئيسا وتوليه منصبه الشهر الفائت. لكن البيت الأبيض أكد هذا الأسبوع أن هذا الخطاب لا يكفي داعيا الى أفعال ملموسة من جانب الجمهورية الإسلامية في شأن برنامجها النووي. والأحد، كرر روحاني أن بلاده لا تسعى الى صنع قنبلة نووية، لكنه كرر حق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية وخصوصا تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وهو أمر في صلب الخلاف مع الغربيين. وأعلن مساعد مستشار الأمن القومي الأميركي بين رودس الاثنين أن كيري "سيلتقي نظراءه في مجموعة خمسة زائد واحد"، أي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، "إضافة الى وزير الخارجية الإيراني". وردا على سؤال عن لقاء ممكن بين باراك أوباما وروحاني، لم يستبعد رودس "هذا النوع من الاتصال". بدورها، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون أن ظريف سيشارك في اجتماع مجموعة الدول الست الكبرى، واصفة اجتماعها مع الوزير الإيراني بأنه كان "جيدا وبناء". من جانبها، صرحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي "نحن مستعدون للعمل مع إيران إذا اختارت حكومة روحاني التزاما جديا" في المفاوضات النووية. وسيتعاقب باراك أوباما الذي وصل، ظهر الاثنين، إلى نيويورك ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند وعدد من رؤساء الدول والوزراء اعتبارا من الثلاثاء على منبر هذه الجمعية العامة الثامنة والستين في مركز مؤقت أقل فخامة من القاعة الاعتيادية التي تجري إصلاحات فيها. وبموازاة الجمعية العامة تواصل الدول الكبرى في الكواليس مناقشاتها بشأن الأزمة الكبرى المطروحة عليها حاليا، وهي النزاع في سوريا الذي أوقع أكثر من 110 آلاف قتيل منذ اندلاعه في آذار/مارس 2011. ويقوم خلاف منذ عشرة أيام بين واشنطن وباريس ولندن من جهة وموسكو من جهة مقابلة حول سبل إلزام دمشق بتطبيق خطة إزالة أسلحتها الكيمياوية التي يتهمها الغرب باستخدامها ضد شعبها. واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولاياتالمتحدة الأحد ب"ابتزاز" روسيا من أجل أن تقبل بقرار ملزم ضد حليفها السوري. ويرى العديد من الدبلوماسيين أن المفاوضات بين الأميركيين والروس تواجه مأزقا. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين أنه يمكن التوصل هذا الأسبوع الى قرار دولي يشكل إطارا لنزع السلاح الكيمياوي في سوريا رغم معارضة روسيا الشديدة. وخصص يوم الاثنين بشكل أساسي لعقد لقاءات رفيعة المستوى لبحث سبل تحقيق التنمية المستديمة التي حددتها الأممالمتحدة واعادة السلام الى جمهورية الكونغو الديموقراطية.