لازال الجدل الفقهي حول فتوى صدرت مؤخرا من أحد علماء الدين حول (تزغيط البط ) يتسع ، ففيما انبرى عدد من العلماء المعروفين لتسفيه السائل ، وانتقاد المجيب ، ذهب أخرون إلى قبول الأمر ، باعتباره من دلائل شمولية الإسلام . وكان مواطن مصري فاجأ الشيخ حامد العطار خلال تواصله مع الجمهور عبر أحد المواقع الالكترونية المعروفة مطلع الشهر الجاري بسؤال عن حكم الإسلام في ( تزغيط البط ) ، وعلى الفور أجابه الرجل بأن هذا العمل جائز بشرط أن يكون تحت إشراف طبيب متخصص. ومعلوم أن عملية ( تزغيط البط ) من الأمور الشائعة لدى ربات البيوت و بالذات في الريف المصري حيث تسعى الواحدة منهن إلى تثمين ثروتها الحيوانية عبر إجبار البط على تناول كمية أكبر من حاجته حتى ينمو سريعا ، كما أن أصحاب محلات بيع الطيور يلجأون لهذه الوسيلة قبيل عمليات البيع لزيادة وزن البط خلافا للوضع الحقيقي له . و حسبما ذكر صاحب الفتوى فان " إطعام الحيوان فوق طاقته جائز بشرط ألا يتضرر من ذلك. وهذا يستلزم أن يكون الأمر تحت إشراف الطبيب العارف بأمراض الحيوانات أو سؤاله على الأقل.. لأن الحيوان يتضرر ولا ينطق والطبيب هو الذي يخبر بتضرره" . و استند العطار في فتواه إلى ما جاء في صحيح البخاري عن أبى أمامة ( الصحابي) أنه قال: " كنا نسمن الأضحية وكان المسلمون يسمنون" واستدل الإمام النووي والشوكاني وغيرهما على جواز تسمين الحيوان، وكره ذلك بعض العلماء ، ومن أجاز شرط أن لا يتضرر الحيوان بذلك. وعلى ما يبدو فان توابع هذه الفتوى ستستمر لوقت غير قليل ، ففي حين عبر عدد من أساتذة الفقه الإسلامي عن استيائهم معتبرين أن الإجابة على السؤال كانت أكثر استفزازا من السؤال ذاته، في حين على اعتبر البعض هذه الفتوى من محاسن الإسلام ومظاهر رقيه في الاهتمام بحقوق الحيوان. ووصفت أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة الأزهر الدكتورة سعاد صالح في تصريح ل ( عناوين ) الخميس 13/8/ 2009 ، صاحب السؤال عن تزغيط البط ب"التافه". وأضافت : " لا أدري متى ننتبه لهموم الأمة الإسلامية المتزايدة يوما بعد يوم؟" . و تابعت: " السائل لم يعنه كثيرا عوامل تفرق الأمة ومظاهر الفساد التي تحتاج إلى سنوات من الجهد للقضاء عليها ،وبث السلوكيات الإسلامية مرة أخرى" . و أشارت صالح إلى أن آداب الفتوى تستوجب ألا يتسبب المستفتي في حرج للمفتي مثل ما فعل السائل عن هذه الفتوى ، كما أن المفتي عليه أن يتسلح بفقه الواقع ، مؤكدة على أهمية الحذر من الإنزلاق في مثل هذه الأمور الني تثير جدلا بلا فائدة. وعن موقفها لو استفتيت في هذا الموضوع ، قالت : " كنت للسائل اعتذر عن الإجابة" .