شن نائب الرئيس السوري السابق، عبدالحليم خدام، هجوما عنيفا على نظام الرئيس بشار الأسد، محذرا من مناوراته السياسية خلال المفاوضات المرتقبة ومن خطر إسقاطه دون إسقاط نظامه، كما توقع أن يقوم الجيش السوري الجديد الذي سينشأ بعد رحيل الأسد عن السلطة بدخول لبنان ل"اقتلاع" حزب الله، وحذر الدول العربية من وصول نفوذ إيران إليها إن انتصرت بدمشق. وقال خدام، في تسجيل فيديو تتجاوز مدته 22 دقيقة عرضه أنصاره فجر الثلاثاء 28 مايو 2013: "منذ أيام عقد اتفاق بين أمريكا وروسيا لعقد مؤتمر في جنيف من أجل سوريا والوصول إلى حل تفاوضي للأزمة الدامية، ومع الأسف فإن الدولتين لم تأخذا بالاعتبار أن أي حوار لا يكون بين قوتين متوازيتين ستكون الغلبة فيه للأقوى. بشار الأسد يمتلك كل وسائل القتل والتدمير والشعب السوري يمتلك الإيمان بالله والتصميم على التحرير دون توازن بالسلاح." وأضاف خدام: "إذا فرضنا أن اتفاقا على تشكيل حكومة اتفاقية بين ممثلين للمعارضة والنظام فهذه الحكومة ستكون إحدى الفرص المعطاة لبشار الأسد لمزيد من القتل والتدمير ولن تستطيع هذه الحكومة اتخاذ أي قرار، فإذا طلبت المعارضة تسريح أي مسؤول أو ضابط من جماعة النظام فسيواجه معارضة، وبالتالي فهذه الحكومة ستبقى معطلة." وشكك خدام في صحة تمثيل الائتلاف الوطني السوري، قائلا إنه قام في الأساس على أنقاض المجلس الوطني بهدف "إعداده للتفاوض مع النظام" مضيفا: "ليس للائتلاف القدرة والصلاحية على التفاوض باسم الشعب السوري، الجهة الوحيدة التي لها هذه الشرعية هي مؤتمر وطني شامل أساسه الداخل السوري، أولئك المواطنون الذين يقاتلون في سبيل الحرية والخلاص." وتابع خدام بالقول: "هذا الأمر سيأخذ وقتا طويلا حتى انتهاء الفترة الرئاسية للسفاح بشار الأسد، عندها ستبدأ مرحلة جديدة، هذه المرحلة ستكون مليئة بالاحتمالات، رحيل بشار الأسد لا يعني رحيل النظام، بشار هو رئيس النظام بينما النظام هو مؤسسة أسسها حافظ الأسد من بداية السبعينات واعتبرها بديلا للدولة وحلت محل المؤسسات الدستورية." ورأى خدام، الذي انشق عن نظام بشار الأسد عام 2005، بعد أشهر على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري: "الصراع ليس بين الشعب السوري وبشار الأسد فقط، بل بين الشعب وبشار الأسد والنظام الذي أسسه حافظ الأسد، والفارق بين الأب والابن هو التدخل الإيراني، بعد اغتيال الحريري لم يكن لبشار من طريق لحماية نفسه ونظامه إلا الارتماء بأحضان إيران التي أعطته حزب الله ليستخدمه بأي زمان ومكان." وبحسب المسؤول السوري السابق فإن حزب الله "لم يقدر خطورة ما أقدم عليه بدخول الأراضي السورية وقتل السوريين،" وأضاف: "هذا الأمر سيرتد عليه، النظام سيسقط والنظام الجديد في سوريا سيدخل لبنان ويقتلع حزب الله.. دماء السوريين ليست رخيصة، حزب الله سيدفع ثمنها بعد أن يصبح الشعب السوري سيد نفسه." واتهم خدام النظام السوري ب"زج الطائفة العلوية في صراع لا مصلحة لها به" مضيفا: "هذا النظام سيدفع الثمن وجميع الذين ساندوه وقاتلوا معه سيحاسبون، لن تستطيع الوساطات أو الضغوط الدولية أن تنقذ المجرمين" كما اتهم إيران بأنها "تستخدم الاحتقان الطائفي لتحويل الشيعة في العالم إلى قوى نائمة تستخدمها عندما تحتاج مصالحها." وتوجه خدام إلى الدول العربية بالقول: "على العرب أن يدركوا خطر ما يحصل في سوريا، ليس على سوريا فحسب بل على المنطقة، إذا انتصرت إيران في دمشق فلن تقف عند حدود هذا الانتصار بل ستأتي للجميع وتفرض سياستها، وما يدعو للاستغراب هو لماذا تصمت الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية على إيران؟" وختم بتوجيه التحية إلى السوريين قائلا: "مهما كانت الظروف صعبة ومهما تعقدت، فإنكم ستنتصرون."