على ذمة الزميلة (إيلاف)، فإن وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة، أصدر قرارا تم بمقتضاه إيقاف الحملة المخصصة لمرض إنفلونزا الخنازير، والتي يقودها مدير الإعلام والتوعية بالوزارة الدكتور خالد مرغلاني، وهو الشخص غير المرضي عنه في الوزارة منذ أيام وزير الصحة السابق، حيث يرى كثيرون أن السياسة الإعلامية المتبعة في وزارة الصحة كانت محل نقد دائم من قبل المواطنين ووسائل الإعلام، إلى أن تمت إقالة الدكتور حمد المانع من منصبه كوزير للصحة. ويخشى محبو الوزير الجديد الربيعة أن يكرر معه المرغلاني، غير المقبول عند كثير من وسائل الإعلام، الخطأ نفسه، إلا أن هؤلاء يعتبرون سرعة تدارك وزير الصحة الحالي ما يدور في قسم الإعلام والتوعية والطريقة التي خطط فيها لحملة التوعية بمرض إنفلونزا الخنازير والآلية التي من خلالها تم اختيار الجهات المنفذة للخطة قد تنقذه مبكرا من الأخطاء المتراكمة والقاتلة التي تمارسها إدارة الإعلام والتوعية، والتي لا تتوافق مع فكر الدكتور الربيعة وسياسته.
كما علمت (عناوين) أن هناك أكثر من جهة إعلامية متخصصة في العلاقات العامة والإعلام مما تم استدعاؤها للمشاركة في المناقصة المطروحة لهذه الحملة أبدت عدم رضاها من الطريقة التي تعامل بها معها الدكتور خالد المرغلاني، وأنه لم يتم إشعارها بالآلية التي تم بها اختيار الجهة المنفذة للحملة والأسس والمعايير التي على أساسها تمت ترسية الحملة على الجهة المختارة.
وقد ورد في موقع صحيفة (إيلاف) الإلكترونية ما يلى: "علمت (إيلاف) من مصادر مطلعة عن إيقاف وزارة الصحة السعودية حملتها التوعوية والوقائية من إنفلونزا "المكسيك"، بعد أن رصدت لها ميزانية تفوق الثلاثة ملايين ريال. ويأتي هذا الإيقاف وفقاً لما تقوله مصادر مطلعة بعد توجيه تليفوني من الوزير الدكتور عبد الله الربيعة لمدير الإعلام والتوعية رئيس اللجنة المعنية بالحملة الدكتور خالد مرغلاني..إذ تضمن التوجيه الشفوي من قبل الربيعة :"أوقفوا الحملة فأنا لا أرى بها حسن التصرف". ولم يكتفِ الوزير بهذا التوجيه الشفوي، بل ألحقه بخطاب يؤكد فيه شكوكه حول صرف جميع المبالغ المخصصة على هذه الحملة -على حد وصف المصادر.
ويؤكد مراقبون أن إيقاف هذه الحملة يضع الوزراء في حرج أمام منظمة الصحة العالمية التي طالبت جميع الجهات المعنية بإيقاف الإعلان عن اكتشاف الحالات للتركيز على الجهود الوقائية والتوعوية من المرض.وهذا ما أوضحته الوزارة في بيانها التي أكدت توقفها الإعلان عن اكتشافات الحالات لكيلا يشغلها عن تركيزها الأهم، وهو إقامة حملة توعوية تكبح المرض.
وكان الدكتور خالد مرغلاني قد امتدح في حديث سابق مع "إيلاف" تعامل وزارته مع هذا المرض، إذ لاقى هذا التعامل إشادتين دولية وعربية، بسبب الشفافية التي تتعامل بها وزارته مع "المرض"، غير أن بعد هذه الخطوة من الوزير يوضح مراقبون أن الوزارة باتت في محل شك حول جديتها في التعامل مع المرض، وخصوصاً مع قرب رمضان الذي ستستقبل فيه السعودية الملايين من العالم الإسلامي، وهذا يدق ناقوس الخطر على المجتمع من هذا المرض الذي بدأ يتفشى فيه، ويجعلها المجتمع العربي الأول من ناحية أعداد المصابين والمتوفين به.
ويوضح مصدر في الوزارة أن مثل هذه الحملات يُفترض أن تقوم بها إدارة الطب الوقائي، وليست إدارة التوعية والإعلام الصحي، مشيرا إلى أن دول العالم كافة، بما فيها دول الخليج، قامت بحملات توعوية ووقائية ضد الإنفلونزا، بما تضمنتها من بروشورات وندوات ومحاضرات تثقيفية، إضافة إلى البث الإعلامي عبر الصحف المطبوعة والفضائيات، لتوعية مواطنيهم بأعراض الإنفلونزا وخطورتها، وطريقة الوقاية منها بأدق التفاصيل، إلا أن السعودية لم تقم بأي من تلك الخطوات، الأمر الذي جعل سلامة مواطنيها على المحك، لجهلهم التام بجميع تفاصيل تلك الإنفلونزا الخطرة، مشيرا إلى أنه لو أحيط المواطن بطرق الوقاية من المرض، لأصبح متحكما فيه، وفي سلامته.
ويطالب المصدر من خلال (إيلاف)، بتحرك وزارة الصحة لإطلاق الحملة، بأي شكل من الأشكال، خصوصا أننا مقبلون على موسم حج، كما طالب بإطلاق حملة للتطعيم ضد إنفلونزا المكسيك في المدارس والجامعات، كونها المكان الأكبر لتجمع للطلاب وانتشار المرض بسهولة، وطالب بحملات تطعيم للأحياء والبيوت تصل للبيوت وتطعم أطفالهم وتقوم بتوعيتهم، إضافة إلى المطالبة بتكثيف التوعية عبر وسائل الإعلام السمعية والمقروءة، مشيرا إلى أن هناك كثيرا من أبناء الوطن المتطوعين سيبذلون الجهد، إن وجدوا التوجيه، فيجب تسخيرهم لخدمة الوطن ودعوة كل شخص يريد أن يشارك بالحملة الوطنية".