كشفت للمرة الأولى بالوثائق أسرار تمويل جماعة الإخوان المسلمين في مصر التي بقيت طي الكتمان لعشرات السنين. فقد أظهر تحقيق أعدته صحيفة "الوطن" المصرية، واستغرق إعداده خمسة أشهر، أن تسع مؤسسات تعمل بغطاء خيري لكن واقع الأمر أنها مؤسسات تمويلية للإخوان. فقد حتمت الولادة السرية لجماعة "الإخوان" وحظرها لسنوات طويلة على قادتها ابتكار أساليب جديدة لإخفاء أموالهم طوال ثمانين عاماً. وبالنظر إلى التمويل الداخلي لجماعة "الإخوان" من أعضائها البالغ عددهم خمسة آلاف عضو تتضح أهمية المصادر الخارجية وراء التمويل. فأولى خيوط هذا التحقيق تمثلت بتتبع نشاطات مالية لرجل الأعمال المصري وعضو "الإخوان"، يوسف ندا، تحت اسم "التقوى" ومن ثم "ندا للإدارة في جزر البهاما" قبل أن تصادر أمواله، فقرر "الإخوان" إيجاد طرق أخرى يصعب كشفها. فهناك تسع مؤسسات إخوانية أغلبها في سويسرا تمثل التمويل الأساسي لنشاطات الجماعة وخططها في التوسع في مصر وخارجها. أولى هذه المؤسسات في سويسرا، وهي جمعية أطلق عليها "الجماعة الإسلامية في كانتون" برأس مال يصل إلى 60 مليون جنيه مصري. ثاني مصادر تمويل "الإخوان" في سويسرا هو "مركز الثقافة الاجتماعية للمسلمين في لوزان" ويعتمد على الهبات والمنح والاستثمارات في جمع الأموال. و"مؤسسة الثقافة الاجتماعية في سويسرا" هي ثالث مصادر دعم الجماعة، حيث لا تتوفر في السجلات السويسرية أي معلومات حول مصادر تمويلها. ورابع مراكز جمع التمويل" للإخوان" هي مؤسسة "التأثير الاجتماعي"، والتي تهدف إلى التبادل الثقافي والمساهمة في الحياة الثقافية السويسرية. ويمثل "اتحاد مسلمي سويسرا" المصدر الخامس للتمويل يحوي 500 عضو. أما المؤسسة السادسة فتدعى "الاتحاد الإسلامي للمعلمين" تجمع الأموال من أعضائها. أما "رابطة المنظمات الإسلامية في زيوريخ" فتأسست عام 1996 وتعتمد على جمع الأموال من الأعضاء المشتركين في المنظمات الإسلامية في سويسرا. وفي زيوريخ السويسرية أيضاً تقع المؤسسة الثامنة تحت اسم "الجماعة الإسلامية في زيوريخ". وتعد "الهيئة الإسلامية العالمية الخيرية" في جينيف مصدر التمويل التاسع للجماعة وأكثرها انتشاراً ولها أفرع في دول عربية كالكويت.