قاد كريستيانو رونالدو (أيقونة) ريال مدريد فريقه لعزف سيمفونية كروية بديعة توجها بفوز مستحق على إشبيلية باربعة اهداف مقابل هدف واحد في مباراة من طرف واحد أطربت جماهير (السنتياجو برنابيو) ضمن المرحلة الثالثة والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم . وتوج (الدون) البرتغالي نفسه بطلاً للمواجهة حينما سجل ثلاثة أهداف دفعة واحدة (هاتريك) في الدقائق 26 و46 و59 بعد أن كان أهدى زميله الفرنسي كريم بنزيمة الهدف الأول في الدقيقة 18 ، بينما سجل البديل دل مورال هدف اشبيلية الوحيد في الدقيقة 88 من زمن المباراة التي أكمل فيها الفريقان مجرياتها بعشرة لاعبين اثر خروج كل من الارجنيتي هيجواين مهاجم الريال ومادورو لاعب وسط اشبيلية بالبطاقة الحمراء إثر نيلهما الإنذار الثاني.
بهذه النتيجة عزز ريال مدريد موقعه في المركز الثالث برصيد 46 ، وإطمأن على جاهزية نجومه فنياً ومعنوياً للقمة المرتقبة التي سيستضيف فيها مانشستر يونايتد الانجليزي الاربعاء المقبل في ذهاب دور الستة عشر لدوري ابطال اوروبا.
بينما عقدت الخسارة موقف اشبيلية على سلم الترتيب لأن رصيده تجمد عند 29 نقطة في المركز الحادي عشر.
أجرى البرتغالي خوزيه مورينيو المدير الفني للريال تغييرات عديدة على تشكيلته الاساسية حينما أراح المدافع الفرنسي المتألق فاران ولاعبي الارتكاز خضيرة وألونسو والجناحين أوزيل ودي ماريا وذلك تحضيرا للمواجهة المرتقبة امام المان يونايتد ،بينما زج (السبيشل ون) بالبرازيلي كاكا بعد غياب دام شهر كامل ،ودفع بثنائي الهجوم هيجواين وبنزيمة للمرة الأولى جنبا إلى جنب منذ البداية.
تغييرات مورينيو عززت النكهة الهجومية في تشكيلة الفريق الملكي الذي لعب بطريقة 4/2/1/3 بالإعتماد على رباعي الدفاع المكون من راموس والبيول وكوينتراو واربيلوا،بينما دفع بكل ايسيان ومودريتش في محور خط الوسط يتقدمهما كاكا خلف الثلاثي الهجومي المرعب المكون من رونالدو وهيجواين وبنزيمة.
بالمقابل اعتمد أوناي ايمري المدير الفني لاشبيلية على تشكيلة متوازنة انتهجت طريقة 4/2/3/1 بالاعتماد على فازيو وسافيتش وكوكي ونافارو في خط الدفاعي وثنائي الارتكاز مادورو وميديل وثلاثي الوسط الهجومي نافاس وكوندوجبيا ورييس خلف رأس الحربة الخطير نيجريدو.
امتلك الريال زمام الأمور وتمكن من فرض ايقاعه على منطقة المناورة بفضل حيوية مودريتش وايسيان وسرعة رونالدو ،وانطلاقات كاكا ،والأخير كان مصدر الخطورة المبكرة في أكثر من مناسبة حيث سدد كرة قوية ابعدها الحارس البرتغالي بيتو نقبل ان يقود هجمة معاكسة من الميسرة ويرسلها نحو رونالدو قبل ان يتدخل الحارس ويبعدها في اللحظة المناسبة.
بالمقابل طغى الحذر المبالغ فيه على أداء اشبيلية الذي حاول كبح جماح الافضلية المدريدية من خلال تقنين تحركات الظهيرين نافارو وكوكو ،ومنح رييس وكوندوجبيا ادوار دفاعية الى جانب محوري الارتكاز مادورو وميديل ،وهو ما الغى الخطورة الهجومية للضيوف على مرمى دييجو لوبيز لأن نيجريدو ونافاس استسلما للرقابة الدفاعية الصارمة من راموس والبيول.
إصرار الريال على قنص مرمى الفريق الاندلسي لم تهدأ وتيرته وشهدت الدقيقة 18 مولد الهدف الأول لأصحاب الأرض حينما توغل رونالدو من الميسرة وارسل كرة أرضية عرضية اصطدمت بالظهير الأيسر نافارو وتهادت أمام بنزيمة الذي أكملها بسهولة في المرمى الخالي هدفاً ترجم به سيطرة الفريق الملكي.
ولم تكد تمضي سوى 8 دقائق حتى تلقى رونالدو تمريرة كاكا وراوغ بها مادورو بأناقة قبل أن يطلق قذيفة مباغتة بيسراه استقرت في المقص الأيمن لمرمى مواطنه بيتو في الدقيقة 26 محرزا الهدف الثاني للريال.
شعر اشبيلية بالحرج وتخلى تدريجيا عن انكماشه الدفاعي وتحرر كوندوجبيا ورييس من التزاماتهما الدفاعية وشكلا مع نافاس جبهة مؤثرة خلف رأس الحربة نيجريدو ، وسدد نافاس كرة قوية من خارج المنطقة أمسكها لوبيز بثبات قبل أن يبعد الأخير شبح خطورة قذيفة رييس التي سددها باتقان اثر عرضية موزونة من نافاس ،قبل ان يتدخل ايسيان وينقذ مرمى الريال من عرضية خطيرة لاشبيلية .
مع مرور الوقت نجح الفريق الملكي في احتواء المد الهجومي لمنافسه وذلك حينما استعاد خطورته الهجومية التي كادت تسفر عن مضاعفة الغلة في عدة مشاهد أبرزها قذيفة رونالدو التي اعتلت العارضة ،ثم تسديته القوية من ركلة حرة ابعدها بيتو لتتهادى امام راموس الذي لعبها عالطاير ارتطمت في أحد المدافعين وتحولت لركينة سددها راموس نفسه برأسه في أحضان الحارس بيتو في التهديد الأخير للمرمى في الشوط الأول.
وحملت الثواني الأولى من الشوط الثاني هدفا ثالثا للريال حينما ارتكب حارس ومدافعو اشبيلة خطأ مزدوجاً تهيأت على اثره الكرة لرونالدو من رأسية مودريتش لينطلق بها ويسددها في الزاوية اليسرى ليزيد من متاعب الضيوف بوقت مبكر!!. عزز الهدف الثالث الروح المعنوية لدى لاعبي الريال ،خلافا للاعبي الفريق الاندلسي الذين حاولوا لملمة جراحاتهم وشن الهجمات على مرمى لوبيز ،وكاد نيجريدو أن ينهض بمعنويات رفاقه لكنه لم يلحق بعرضية نافاس التى مرت من امام الجميع.
وفي الوقت الذي كثف فيه اشبيلية من ضغطه على مرمى الريال كان رونالدو يقود هجمة معاكسة قطع فيها أكثر من 70 متراً بسرعة هائلة ومرر الى هيجواين الذي اعادها عرضية امام (الدون) فسددها بسهولة في المرمى محرزا الهدف الشخصي الثالث (الهاتريك) والرابع لفريقه في الدقيقة 59 قبل ان يستبدله مورينيو بالنجم الشاب موراتا وسط عاصفة من التصفيق من جماهير (البرنابيه).
سيطرت حالة من العشوائية على أداء اشبيلية الذي إنهار بصورة تدريجية امام سحر الفريق الملكي الذي أكمل المباراة بعشرة لاعبين اثر خروج هيجواين بالبطاقة الحمراء لنيله الانذار الثاني.
وبدا أن الريال اكتفى بالرباعية وتجلت قناعته بالنتيجة حينما سحب مورينيو كلا من بنزيمة وكاكا وأِشرك كاليخون وبيبي في الظهور الأول للمدافع البرتغالي الصلب بعد غياب طويل عن الملاعب بداعي الإصابة.
بالمقابل انتظر أيمرى حتى الدقيقة 71 لترميم تشكيلته (المتهالكة) حينما رج بكل من دل مورال والبيرتو بدلا من ميديل ورييس ،وكاد دل مورال يترك بصمته سريعا حينما سدد كرة قوية من خارج المنطقة التقطها لوبيز على دفعيتن ،ثم سدد نيجريدو قذيفة قوية مرت فوق العارضة، قبل ان ينفرد الاخير ويسدد بيسراه لكن كرته ارتطمت بالقائم الايسر في أخطر فرص اشبيلية على امتداد المباراة.
وأكمل الفريق الزائر المباراة بعشرة لاعبين على غرار الريال وذلك بخروج مادورو بالبطاقة الحمراء،قبل أن يسجل دل مورال هدف حفظ ماء الوجه لاشبيلة في الدقيقة 87 اثر هجمة معاكسة سدد على اثرها الكرة بيسراه في الزاوية اليسرى لمرمى لوبيز.