يتوقع المحللون والرياضيون ان لا تنتهي مباراة اليوم التي سيتجمع بين الامارات والعراق على نهائي كأس الخليج بالاشواط التمهيدية ، بل ستكون مباراة مثيرة قويه قد تصل الى ضربات الترجيح نظرا لتقارب مستوى الفريقين وكذلك ميزة الحماس التي يتحلى بها اللاعبون والتكتيكات الفنية التي يتعامل مدرب الفريقين . وم هذه المعطيات سنشاهد مغرب هذا اليوم ( 6،15) مباراة تستحق المتابعه ومباراة لاتقبل انصاف الحلول ولا مكان للتعويض ، الخطأ هنا بعشرة ، والحذر سمة الفريقين . الفريقان تصدرا قمة مجموعتيهما بجدارة ،وتعلق كل جماهير الخليج آمالها على متابعة واحدة من أمتع نهائيات كأس الخليج، من منطلق المستويات المتميزة التي قدمها المنتخبين خلال مشوارهما في البطولة، وإجتيازهما كل العقبات التي واجهتهما بنجاح وتفوق، علاوة على ان المنتخبين يضمان بين صفوفهما النسبة الأكبر من اللاعبين الشباب المشاركين في البطولة، والذين يبشرون مستقبل مضيء لكرة القدم في البلدين. والأهم من ذلك أن النهائي سيكون نهائيا خليجيا خالصا بقيادة فنية وطنية للمنتخبين، عبر حكيم شاكر مع أسود الرافدين، ومهدي علي مع "الأبيض" الإماراتي، ويضاف إليها ان حكم اللقاء هو السعودي خليل جلال ويساعدة عبدالله الشلوي وعبد العزيز الاسمري . منتخب الإمارات صاحب أفضل العروض والاداء التكتيكي في البطولة حتى الأن، يخوض هذه المواجهة بطموح تاكيد الجدارة، ونيل اللقب للمرة الثانية في تاريخ الإمارات، معتمدا على اداء متوزان من جميع لاعبيه في خطوط الملعب الثلاثة، ودعم إستراتيجي متميز من كل تشكيلة "الابيض" المقيدة في قائمته بما يمنح مهدي علي حرية كبيرة في اختيار التشكيلة الأنسب التي تدعم خطته لمواجهة أسود الرافدين. وفي كل مباراة ينجح "المهندس" مهدي علي في إجراء تغيير تكتيكي يسهم في فوز منتخب الإمارات، ويساعده في ذلك جاهزيه جميع اللاعبين حيث لا فارق بين أساسي وإحتياطي. وبجدارة نجح منتخب الإمارات في تحقيق الفوز في مبارياته الثلاث الاولى على قطر 3/1 وعلى البحرين2/1 وعلى عمان بهدفين نظيفين، وفي الدور قبل النهائي اطاح بالمتخب الكويتي بهدف وحيد، ليتأهل لملاقاة العراق في النهائي. ويعتمد مهدي علي على قائمة تتسع كل يوم من اللاعبين المميزين، يأتي على رأسهم عمر عبد الرحمن ( عموري) الذي نجح في خطف قلوب كل عشاق اللعبة بلمساته وتمريراته ولمحاته الفنية الراقية، ومعه الهدف الذي يكتشف نفسه من جديد أحمد خليل صاحب الأهداف الثلاث حتى الان والمنافس على لقب هداف الدورة، وايضا المهاجم المتميز علي مبخوت، ومعهم في إسماعيل الحمادي، وفي خط الوسط عامر عبد الرحمن، وخميس إسماعيل، وفي الدفاع محمد احمد ومهندي العنزي، وعلى الرغم من ان نقطة تميز الإمارات في المباريات السابقة، كانت تتمثل في قوة خط وسطها، وتألق مهاجميها في الأوقات الحساسة المصيرية، إلا ان الوضع لن يكون بالسهولة ذاتها في مواجهة منتخب يصنف بأنه صاحب أقوى خط دفاع في البطولة ولم يدخل مرماه سوى هدفين في 4 مباريات، وقد يلجأ المنتخب الإماراتي إلى حيلة تكتيكية، بمحاولة مد زمن المباراة من خلال، تقوية الجوانب الدفاعية على حساب النواحي الهجومية، ومحاولة تعطيل مفاتيح اللعب في العراق، حتى الشوط الثاني على أقل تقدير، لمحاولة إستغلال الإجهاد البدني للاعبي العراق الذين تأثروا ربما بمباراتهم الماراثونية أمام البحرين في قبل النهائي، والتي انتهت بركلات الترجيح. إلا أن هذه الطريقة يلزمها حرص دفاعي شديد، وذلك لأن أي ثغرة دفاعية قد تسفر عن هز الشباك الإماراتية، ستسبب مشكلة أمام صلابة الدفاع العراقي، خاصة إذا ركن أسود الرافدين للدفاع حفاظا على تفوقهم. وفي المقابل لن يكون الدافع المعنوي أمام المنتخب العراقي أقل من نظيره الإماراتي، ، بل قد يفوقه احيانا من منطلق رغبة هذه التشكيلة من النجوم التي يغلب على قوامها اللاعبون الجدد، في تحقيق إنجاز غير متوقع ولم يكن في الحسبان لهؤلاء اللاعبين، خاصة وان العراق ورغم فوزه باللقب الخليجي ثلاث مرات سابقا إلا انه لم يفز به منذ 1988. ونجح اسود الرافدين في مشوار الدور الاول في تخطي عقبة السعودية بالفوز 2/صفر، ثم فاز على الكويت بهدف وحيد، وأخيرا تغلب على المنتخب اليمني 2/صفر، في الدور قبل النهائي تعادل 1-1 مع البحرين بفضل هدف يونس محمود. ولجأ الفريقان لركلات الترجيح وفاز العراق 4-2،ويعتمد " حكيم" شاكر كثيرا على الإعداد الذهني والنفسي للاعبيه قبل كل مباراة، وذلك من اجل شحذ همة اللاعبين، وهو ما ظهر جليا خلال مباراتهم الأخيرة أمام البحرين اثناء ركلات الترجيح التي وفق فيها لاعبو العراق بشكل يعكس استعدادهم النفسي،و يعتمد شاكر على العمود الفقري للفريق من اللاعبين أصحاب الخبرة في التشكيلة الشابة وهم الحارس صبري والمدافع سلام شاكر ولاعب الوسط المدافع علي حسين رحيمة والمهاجم يونس محمود،ورغم حالة الإرهاق البدني من جراء الماراثون الطويل الذي خاضه الأسود في أخر مبارياتهم، إلا ان الفريق يعمد على ان تشكيلة معظم اللاعبين من الشباب الذي لن يؤثر فيهم هذا كثيرا، علاوة على أن دافع الفوز وتحقيق الفوز أكبر من أي إجهاد،ومثلما سيعمد المنتخب الإماراتي إلى مد زمن اللقاء إلى أطول فترة ممكنة، سيكون رغبة المنتخب العراقي حسم نتيجة المباراة في شوطها الاول، لعدم إعطاء "الابيض" فرصة إستغلال الإجهاد البدني المتوقع في الشوط الثاني، او الاشواط الإضافية إذا إنتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل