تساءل الكاتب البريطاني "روبرت فيسك" عما إذا كانت إعادة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك يمكن أن تاتي بنتائج عكس ما يأمل النظام الجديد الذي أعاد صياغة القوانيين لتكون أكثر محاصرة للفساد والمفسدين، بجانب الأدلة الجديدة التي ظهرت تؤكد معرفة مبارك الكاملة باستخدام الشرطة للرصاص الحي ضد المتظاهرين خلال ثورة يناير 18. وأشار إلى أن المحاكمة يمكن أن تثير التعاطف مع مبارك بدلا من الكراهية، خاصة أن المصريين شعب متسامح. وقال فيسك في مقاله بصحيفة "الاندبندنت" البريطانيةإن مبارك سيبقى خلف في السجن، فإعادة المحاكمة ليست استئنافا وإذا نفذ القضاء ما يريد فإن مبارك لن يبرح السجن مدى الحياة فور مثوله امام المحكمة، مع توارد أدلة جديدة تؤكد كذب إدعاءات مبارك بعدم معرفته باستخدام الشرطة للرصاص الحي لقتل المتظاهرين خلال ال18 يوما، حتى الإطاحة به في 11 فبراير 2011. وأضاف أن نظام الرئيس الجديد محمد مرسي لن يسمح بأي حال من الاحوال الإفراج عن مبارك بعد مقتل 800 خلال الثورة، فإبان حكم مبارك كانت القوانين لا ادين الفاسدين، ولكن الآن اعيدت صيغاتها لمحاصرة الفاسدين، مشيرا إلى أن إن من اهم الجهات المنوطة باعادة محاكمة مبارك "نيابة حماية الثورة"، وهو مكتب يتبع النائب العام المكلف بدراسة تقرير جديد عن ثورة 2011، الذي اعدته لجنة تقصي حقائق من المرجح أن تكون اقل ايجابية تجاه قوات الامن التابعة لمبارك من المحاكمة السابقة. وأوضح أن هناك دائما خطر أن تثير محاكمة مبارك التعاطف بدلا من الكراهية، حيث سجلت الصحف كل حالات الغيبوبة التي يقال إن مبارك تعرض لها وكل ما قيل عن سقوطه في دورة المياه، خاصة أن المصريين شعب متسامح، إلا فيسك يستدرك قائلا إن القضاء لا يحمل تعاطفا تجاه مبارك، حيث تم جمع تسجيلات مصورة جديدة وشاهدات من شهود عيان على ان قوات الامن التابعة لمبارك كانت تطلق النار عمدا على المتظاهرين. كما افادت لجنة تقصي الحقائق أن مبارك كان يشاهد بثا مباشرا للاحداث في ميدان التحرير والشوارع المحيطة به، على عكس ما قال في محاكمته الاولى.