قصة مصر مع تنظيم كأس العالم لكرة القدم مريرة للغاية، فالمصريون لا ينسون أبدا صدمة فشلهم في الحصول على أي صوت داخل اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي " فيفا " عندما تقدموا لاستضافة مونديال 2010. لكن وكالة رويترز لم تنتبه للمرارة التي لا تزال في حلق المصريين، ولا لحالة الخجل التي تسيطر على الحكومة كلما تطرقت الصحف ووسائل الإعلام إلى ما يطلق عليه " فضيحة المونديال "، وبثت الإثنين 2 فبراير خبرا عن تقدم مصر مجددا لاستضافة بطولة العالم لعام 2018 أو بطولة 2022، معتمدة في ذلك على معلومة وردت على موقع الفيفا. وبمجرد نشر الخبر في وسائل الإعلام تسابق مسؤولو الاتحاد المصري للتبرؤ منه. وقال رئيس الاتحاد سمير زاهر في تصريحات الثلاثاء 3 فبراير: إنه لا يعلم شيئا عن هذا الموضوع، فيما سخر مسؤول آخر في الاتحاد من الخبر، وتساءل : "هل يمكن للفيفا أن تقبل ملف الترشيح دون موافقة الحكومة المصرية"، لكن المسؤول نفسه لم يوضح الأسباب التي دعت الاتحاد الدولي إلى وضع اسم مصر بين مرشحي الاستضافة. ومعلوم أن جنوب إفريقيا هي التي ستنظم مونديال 2010، ومعلوم كذلك أن الاتحاد الدولي ربط الترشيح لاستضافة مونديال 2022 بالترشيح للبطولة السابقة عليها، بحيث يتم تحديد الملفين الفائزين بهما دفعة واحدة، و هو ما يحرم مصر، و باقي الدول الإفريقية من التقدم هذه المرة، باعتبار أنه لا يجوز لقارة واحدة أن تستضيف الحدث مرتين خلال 8 سنوات. وأبدى عدد من المواطنين الذين التقتهم "عناوين" دهشته، معتبرين أن مجرد نشر هذا الخبر يشبه النكتة. وقال أشرف كمال، وهو طالب جامعي سمع عن هذا الخبر خلال وجوده في معرض القاهرة الدولي للكتاب، "أعتقد أنها مزحة.. كيف نجرؤ على الترشح بعد فضيحة الصفر.. على الحكومة ألا تعرضنا لصدمة جديدة". وبالمثل تحدث زميله علاء السيد، الذي استبعد حدوث هذا الأمر، لأن "عدم حصول مصر على حق الاستضافة في المرة السابقة تسبب في إحباط جماعي" . وفيما عبر الصحافي علاء عزت عن اندهاشه لبث وكالة عريقة كرويترز هذا الخبر، رغم علمها بشروط الترشيح؛ قال المواطن حسام الدين عبد الحميد إنه لا يستبعد إقدام الحكومة على دعم مثل هذه الخطوة بغرض إلهاء الناس عن المشاكل الاقتصادية التي تضغط عليهم. وعلى الطريقة المصرية في السخرية، ربط سعد ربيع، وهو موظف في الأربعينيات من عمره، بين نشر هذا الخبر والخلافات السياسية القائمة بين القاهرةوالدوحة. وقال الرجل، فيما كانت الابتسامة تغطي قسمات وجهه: " ربما تريد الحكومة الرد على ترشيح قطر نفسها لاستضافة البطولة "، و تابع " يعني زي (مثل) ما أفشلنا قمة الدوحة (التي عقدت الشهر الماضي خلال العدوان الإسرائيلي على غزة)، نريد أن نفشل مونديال الدوحة". وكانت قطر تقدمت رسميا بطلب لاستضافة مونديال 2018 أو 2022، علما بأنها تملك عديدا من المنشآت الرياضية الضخمة، أبرزها ملعب خليفة الدولي، كما تتمتع بالخبرة في إدارة الأحداث الكبرى، ولا سيما دورة الألعاب الآسيوية عام 2006. وتنافس قطر على الاستضافة كل من : إنجلترا وهولندا وبلجيكا (ملف مشترك)، وإسبانيا والبرتغال (ملف مشترك)، بالإضافة إلى روسيا واليابان، وكلها دول تمتلك إمكانات وخبرات كبيرة في مجال تنظيم البطولات الكبرى .