في (الدمام) عاصمة المنطقة الشرقية وأكبر مدنها والتي يصل عدد سكانها إلى أكثر من مليوني نسمة؛ بنى فيها مجموعة من التجار عددا من الأبراج لتكون بديلا عن مستشفى الدمام المركزي الذي أنشئ قبل 60 عاما, وهذه الأبراج هي (برج الكلى والقلب والبرج العام)جزاهم الله خيرا.. هذه الأبراج لم تبنَ من ميزانية وزارة الصحة.. ولو أجبرتك ظروفك أو ظروف أحد أفراد أسرتك الصحية لا سمح الله على مراجعة المستشفى في حالة عادية أو إسعافية تحتاج إلى تنويم.. ستفاجأ مما سيحدث! يجلس المريض وهو في حالته الصحية المتعبة في انتظار الموافقة على الدخول, الذي لا يمكن الحصول عليه بسهولة وكأنك تنتظر دخول الجنة.. أنت كمريض متهم بأنك (سليم) ولست مريضا حتى تثبت إدانتك بالمرض, ويجب أن تظل في مكان الإسعاف حتى تجرى لك الفحوصات التي قد تستمر يوما كاملا, وحتى يقتنع الجميع بأنك تحتاج إلى التنويم, والدخول يحتاج إلى قناعة من الجميع, والجميع يتهرب من المسؤولية, وحتى لو كنت محظوظا فأنت لن تدخل العناية المركزة لأن الوصول إليها أيضا يحتاج إلى إجراءات طويلة.. منها الواسطة.. منذ الصباح إلى آخر الليل وحتى يأتي الفرج لأن عذرهم المتكرر: الحالة لا تستدعي الدخول, أو ليس هناك سرير لا في الأقسام العامة ولا في قسم العناية.. وتنتهي فترة مناوبة الطبيب ليأتي الطبيب المناوب الآخر, وهكذا, وبعد أن يأتي الفرج لدخول المريض الذي أصبح في وضع صحي أسوأ, وفي حالة لا يعلم بها سوى الله, بعد ذلك يسمح لك بالدخول إلى العناية لو خدمك الحظ ووفق الله, فسوف تندهش لإصرار أطباء العناية على إخراج مريضك بعد أيام إلى الأقسام العامة, وفيها ستجد مشكلات أخرى, أولها أزمة الممرضات اللاتي يعطين المريض العلاج ويتركنه دون أن يتأكدن ما إذا كان تناوله أو رمى بها في سلة القمامة, وهن عادة ما يقمن بجولاتهن الروتينية دون أن يعلمن ما إذا كان السكر أو الضغط في معدله الطبيعي أو لا, لا لشيء إلا لأنهن لا يقمن بالمرور على المرضى بالشكل المطلوب لأكثر من سبب؛ قلة أعدادهن ووجود مرضى في تلك الأقسام كان المفترض أن يكونوا في العناية المركزة, إضافة إلى تعامل بعض الممرضين والممرضات مع الحالات باللامبالاة, وعندما تكتشف أن حالة مريضك تستدعي إعادته إلى العناية فأنت حتما ستعاني وتحتاج إلى واسطة كبيرة, وتمر الساعات والأطباء يناقشون وضع المريض والوقت يركض حتى تأتي ساعة فرج أخرى لنقل مريضك إلى العناية, ولكن بعد فوات الأوان, لتسمعهم يقولون: (لكل أجل كتاب). مستشفى الدمام المركزي يعاني قلة الأطباء والممرضين والممرضات, ومواعيد عياداته بالشهور, ويشبه إلى حد ما الخطوط السعودية التي لا يمكنك الحصول على مقعد بسهولة إلا إذا كنت قد حجزت قبل سفرك بشهور, وتفاجأ عندما تركب الطائرة أن هناك الكثير من المقاعد الشاغرة.. قبل سنين طويلة كتبت الصحف عن صعوبة مرور المرضى إلى قسم الإسعاف بسبب السيارات, وحتى الساعة لم يقام نفق أو جسر للمارة أو حتى إشارة مرور أو مطبات صناعية... يا وزارة الصحة هل هذا المستشفى يتناسب وعدد السكان من ناحية عدد الطاقم الطبي.. هل سيستوعب المستشفى أعداد المصابين في الكوارث, لا سمح الله, خاصة وأن المنطقة تعتبر من أهم المناطق الصناعية وخصوصا في مجال البترول والكيماويات؟؟ خالد الشيخ