"هيا يا ليلى سلمي على بابا.. قولي له آلو". تجلس ليز فارو أمام شاشة الحاسوب في شقتها بلندن مع طفليها التوأم ليلى وزاك البالغين من العمر أربعة أشهر. صورة الأب عبد الله القصيل تطل عبر برنامج سكايب. هذه هي الطريقة الوحيدة كي يروه، فهو يعيش في الأردن. "كم نفتقدك" تقول له ذلك بينما تدير الشاشة كي يتمكن من رؤية ابنيه يبتسمان. هذه هي طريقة التواصل الوحيدة بين عبد الله وابنتيه. عبد الله من اليمن ولكنه انتقل إلى الأردن ليحاول تعلم الإنجليزية، فقد رسب في امتحان اللغة مرتين حتى الآن. وتدور محادثاته مع ليز بالعربية غالبا، فهي اللغة التي يجيدها كلاهما. تقول ليز "إنه كابوس فعلا، بعد الزواج وإنجاب الأطفال لا بد من لم الشمل". وتتابع "لا بد من أن يمضي أفراد العائلة حياتهم مع بعضهم البعض. ولكن بسبب القانون أنا هنا أعيش كالعزباء. إننا نشعر بالإحباط". أفضل مكان لتعلم الإنجليزية ولا تعارض ليز فكرة ضرورة إجادة المهاجرين الإنجليزية ولكنها تؤكد على أن إلزامهم بفعل ذلك قبل السفر لا بد وأن يعاد النظر فيه. "أعتقد أنه مطلب منطقي، ولكن لا بد أن يتعلم الناس الإنجليزية في إنجلترا! عبد الله زوجي يحمل شهادة عالية وقد كان مدير مدرسة في اليمن وسوف يجتاز الاختبار قطعا، ولكن حينما ينغمس في المجتمع هنا". وفي بليموث يبدو الأمر متشابها مع نيكي نانا. هي بريطانية، تزوجت جوناداب من الكاميرون منذ عامين تقريبا. يتحدث زوجها جوناداب الفرنسية، وبحسب نيكي هو يجيد الإنجليزية أيضا. ولكنه فشل في الاختبار مرتين. وتوضح "هذا الاختبار يضع زوجي في موقف متوتر جدا. وكذلك أنا لأنه لا بد أن يجتازه قبل قدومه المملكة المتحدة. لدي اعتقاد بأن الزواج يجعل من شخصين كيانا واحدا. ولكن هذا النظام يعوق ذلك". وتردف "لكم أصابني هذا بالأرق، أبكي دوما، كل ما أريده أن أكون إلى جوار زوجي. من وجهة نظري السبيل الوحيد ليجيد زوجي الإنجليزية هو أن يكون معي". مطالب بالإلغاء وتم إقرار شرط اجتياز امتحان الإنجليزية في نوفمبر / تشرين الثاني عام 2010. وعلى الراغبين من الأزواج المقيمين خارج منطقة اليورو في الالتحاق بشركائهم في بريطانيا أن ينتظروا ريثما يجتازوا اختبارات اللغة التي توضح أن إجادتهم الإنجليزية مطابقة للمعايير. أما إذا كانت الدولة التي ينتمي إليها المهاجر يتحدث غالبيتها الإنجليزية فلا يجب عليه اجتياز هذا الاختبار وهو ما يعتبره الناشطون أمرا غير عادل. ويطالب "المجلس المشترك لرعاية المهاجرين" الحكومة البريطانية بإلغاء هذا الامتحان ويؤكد أنه يتسبب في تشتيت العائلات وأنه يسبب ضررا أكثر مما لو لم يُجد بعض المهاجرين الإنجليزية بعضا من الوقت. يقول حبيب رمضان العضو في المجلس "لا بد أن تفكروا في الحقوق الأساسية للناس". ويوضح "إن الناس يتبعون مصالحهم. فحينما يقدمون لبريطانيا، فلسوف يتعلمون الإنجليزية. إن بريطانيا هي أفضل دولة يمكن فيها تعلم الإنجليزية". ولكن بعض المهاجرين متفقون مع الحكومة. مديحة سروار اجتازت اختبار اللغة في لاهور بباكستان قبل أن تلتحق بزوجها شرقي لندن، وتقول إنها شعرت ببعض الأفضلية عن أولئك الذين لم يكونوا يجيدوا الإنجليزية لحظة وصولهم. وتوضح "إذا لم تكن تجيد الإنجليزية ستجد الأمر جد عسير، لا يمكنك التواصل مع أحد، لا يمكنك حتى الشكوى لطبيب، لا يمكنك أن تخبر أحدا إذا ما صادفتك مشكلة". مفتاح الاندماج وتقول الحكومة إن تعلم الإنجليزية إنما هو مفتاح الاندماج في الحياة ببريطانيا. وصرح مارك هاربر وزير الهجرة البريطاني "لا نطالب أحدا بأن يكون مجيدا للإنجليزية بصورة تامة". ويردف "كل ما نطالب به أن يصل المهاجر إلى المستوى الذي يمكنه من التفاعل الاجتماعي المباشر نسبيا. يستطيع الرد إذا ما تلقى مكالمة هاتفية من شخص ما أو يتحدث إلى بائع في متجر". وأضاف "بإمكان المهاجر الحصول على وظيفة ولكن هذا لن يتسنى له إذا لم يتمكن من فهم اللغة الإنجليزية". وعودة إلى ليز فارو، التي تشكك في إمكانية تحسن إنجليزية زوجها بالشكل الكافي ما لم يكن من المقيمين في بريطانيا. هي تشكو "الناس في الأردن لا يتحدثون إلا العربية طوال الوقت. وحينما يحاول التحدث باللغة الإنجليزية يجبره الناس على العودة مرة أخرى إلى اللغة العربية. إنه لمن المحبط جدا أن يكون لزاما عليه إجادة الإنجليزية في وقت قصير للغاية حتى يتمكن من الالتحاق بنا".