مثلما تتسبب كثرة مهام العمل وأعبائه في التأثير بالسلب على الموظف وإصابته بالاحتراق النفسي، يُمكن أيضاً أن تتسبب قلة مهام العمل وبساطتها في شعور الموظف بالملل والفراغ دائماً خلال أوقات عمله، مما يؤدي إلى إصابته بمتلازمة الضجر من العمل (Boreout).
وتنصح البروفيسورة آنيكاترين هوبه، أخصائي علم النفس المهني بجامعة هومبولت بالعاصمة برلين، الموظفين الذين يعانون من هذه المشكلة بضرورة البحث عن هواية مفضلة لهم لممارستها والانشغال بها.
وعن بعض الأشياء التي يُمكن للموظف الانشغال بها، تقول الخبيرة الألمانية :"يُمكن مثلاً أن يبدأ الموظف في تعلم لغة أجنبية جديدة؛ حيث يُسهم التعلم خلال أوقات الفراغ في تحفيز عقل الموظف وتفكيره وكذلك في تعويضه عمّا يشعر به من فراغ خلال العمل". ومَن لا يُفضل تعلم اللغات الأجنبية، يُمكنه تكريس وقته واهتماماته لممارسة نوعية من الرياضة تتطلب الكثير من الوقت والتدريب.
جديرٌ بالذكر أن متلازمة الإرهاق والضجر من العمل الناتجة عن قلة المهام تُعد النقيض تماماً لمتلازمة الاحتراق النفسي (Burnout) الناتجة عن زيادة ضغوط العمل. ورغم اختلاف أسبابهما، إلا أنهما يتشابهان في الأعراض الناتجة عنهما؛ حيث يشعر الموظف في الحالتين بالكسل وقلة الدافعية نحو العمل وكذلك بالاكتئاب.