ينتظر أن يطرح العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مبادرة تجاه إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. ويتوقع محللون سعوديون أن تنص المبادرة التي تأتي تحت عنوان "بلاغ مكة"، على تنحي الرئيس السوري مع ضمان أمن عائلته وكافة الأقليات. وتتحدث أوساط سياسية في الرياض عن أن الملك عبد الله سيلقي كلمة خلال افتتاح القمة الإسلامية الاستثنائية يدعو من خلالها إلى حل يشابه المبادرة الخليجية التي أنهت صراعا سياسيا محتدما في اليمن. وأوضحت المصادر أن السعودية قامت باتصالات شملت دولا عربية وقوى دولية عديدة. وان ثمة إجماعاً على قبول المبادرة من قبل الدول العربية لكن إيران أبدت تحفظات عليها وينتظر أن يسعى الرئيس الإيراني احمدي نجاد لتعطيل هذه المبادرة، أو التأثير على استجابة الأطراف الإقليمية المعنية. وتشير المصادر إلى أن قبول الرئيس الإيراني الدعوة السعودية على الرغم من البرود في العلاقات، وعدم حرص العاهل السعودي على المشاركة في مناسبات سياسية تستضيفها إيران، سببه رغبة إيران في عدم تبلور موقف إسلامي دولي ضد نظام بشار الأسد. وأضافت المصادر أن السعودية وبدعم قوي من قطر والدول الخليجية الأخرى أنجزت اتصالات مهمة لحشد فعل واحد يسعى لفرض السلام في سوريا عبر مبادرة إسلامية تتضمن دخول قوات دولية قوامها وحدات من دول إسلامية وإشرافها على الأمن وتنظيم انتخابات حرة لاختيار نظام جديد. ويقول مراقبون إن المبادرة السعودية، المسنودة إسلاميا، ستقطع الطريق نهائيا أمام خيار التدخل العسكري الخارجي وتدويل الأزمة السورية مثلما جرى في ليبيا. إلى ذلك، سيكون لوجود قوات إسلامية، خلال الفترة الانتقالية التي تتوج بانتخابات عامة، دور مهم في منع حصول حرب أهلية بالبلد والنحو بالصراع إلى البعد الطائفي والمذهبي الذي يطيل أمد الحرب. ويهون المراقبون من أي دور تعطيلي لإيران لكون الأخيرة تمر بظروف اقتصادية وسياسية صعبة ناجمة عن العقوبات التي توسعت لتشمل الكثير من القطاعات الحيوية. وفيما تبدو الفرصة مواتية لنجاد، خلال لقائه المرتقب بالعاهل السعودي على هامش القمة، كي يحني الظهر قليلا ويجنح إلى التهدئة في ظل غضب خليجي وإقليمي من سياسات بلاده، إلا أن مراقبين يتوقعون أن يكون الموقف السعودي أكثر تشددا وبرودا. وهناك ملفات كثيرة تنحو الرياض فيها باللائمة على طهران، وأولها التحركات الاحتجاجية للشيعة شرق البلاد مسنودين بالتحريض السياسي والإعلامي القادم من إيران. إلى ذلك، يرى المراقبون ان "بلاغ مكة"، إنْ نجح في تفعيل الدور الإسلامي، سيقطع الطريق أمام أدوار خارجية تريد الاستثمار في الأزمة السورية واساسا دور كل من الصين وروسيا اللتين عارضتا أي حل في سوريا وتمسكتا باستمرار النظام.
وتعقد القمة الإسلامية الطارئة في مكةالمكرمة يومي 14 و15 أغسطس الحالي، تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي متزامنا مع نهاية شهر رمضان، وينتظر أن يقوم الزعماء بأداء مناسك العمرة ويتدارسون سبل حل الأزمة السورية.
وتحتضن مدينة جدة الأحد اجتماعا استثنائيا اوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست لتنسيق المواقف بشأن المبادرة التي ستقدم إلى قمة مكة بعدها بأيام حول الوضع في سوريا وسبل حل الأزمة.
ويتوقع أن يخرج بيان القمة ليطالب بإيقاف التعديات الإسرائيلية في القدس، والتدخل الدولي لمنع استمرار المجازر في بورما ضد المسلمين.
وسبق أن احتضنت مكةالمكرمة قمة استثنائية في دسيمبر 2005 تحت شعار "الدفاع عن الإسلام" لمواجهة موجة التشدد الديني التي عمت المنطقة.
ودعا المؤتمر في بيانه الختامي الى 'مكافحة التطرف المستتر بالدين والمذهب وعدم تكفير المذاهب الإسلامية'، مؤكدا على "تعميق الحوار وتعزيز الاعتدال والوسطية والتسامح".
ويخلص مراقبون إلى اعتبار قمة 2012 فرصة كبيرة، وهي تنعقد في رمضان وبمكةالمكرمة، لتفعيل الدور الإسلامي في حل المشكلات الإقليمية وتفعيل التعاون البيني بما يجعل منظمة المؤتمر الإسلامي قوة سياسية واقتصادية.