قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن بعض أحياء دمشق شهدت ، مساء الأحد 15 يوليو 2012 ، أعنف معارك تشهدها العاصمة السورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا قبل 16 شهرًا. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن "الجيش النظامي يقصف أحياءً عدة فى دمشق بقذائف الهاون"، حيث يتمركز عناصر من الجيش السوري الحر، مضيفًا أن "القصف لم يكون يومًا بهذه القوة" في العاصمة السورية.
وأضاف عبدالرحمن: "إن المعارك الأعنف دارت وتدور في أحياء التضامن وكفر سوسة ونهر عايشة وسيدي قداد وقداد، حيث تحاول قوات الأمن السيطرة على هذه الأحياء إلا أنها لم تتمكن من ذلك حتى الآن".
وأكد عبدالرحمنن أن سيارات الإسعاف كانت تنقل مصابين من عناصر القوات النظامية.
وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن سحبًا من الدخان شوهدت فوق حي التضامن وأن انفجارات قوية تسمع في نهر عايشة، وارفقت الخبر بفيديو تظهر فيه سحب الدخان فوق مبانٍ في العاصمة السورية.
وقال ناشطون: إن حي التضامن في دمشق قصف بقذائف المدفعية لأول مرة اليوم، مما أوقع عشرات الجرحى، وأضافوا أن اشتباكات عنيفة تجري بين الجيش الحر وقوات النظام في أحياء الميدان والزاهرة والقزاز وكفرسوسة والصناعة بدمشق مع تحليق المروحيات.
وفي حديث لقناة الجزيرة، قال المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية في دمشق مراد الشامي، إن الاشتباكات ما زالت مستمرةً، وإن انفجارات قوية تهز الأحياء التي تشهد مواجهات ولا يمكن دخولها مطلقًا الآن بسبب تطويقها من قبل الجيش والأمن.
وأشار إلى أن الاشتباكات الدائرة في قلب دمشق تدل على أن الجيش الحر بات قادرًا على الضرب في قلب العاصمة، حيث حي الميدان والأحياء الأخرى التاريخية في دمشق.
وقال إن إطلاق النار يتجدد في المرجة، كما أن المحال التجارية في سوقي الحميدية ومدحت باشا مغلقة، ووصف الوضع الأمني بأنه متوتر للغاية، وأكد أن طريق المطار المعروف بالمتحلق الجنوبي مغلق بشكل كامل، وهناك انتشار أمني كثيف من قبل المزة ومن قبل الغوطة الشرقية.
وخاض مقاتلو المعارضة السورية قتالاً ضاريًا مع القوات الحكومية في أحياء فقيرة بدمشق اليوم "الأحد"، في بعض من أعنف الاشتباكات أثناء النهار داخل حدود المدينة.
وقال الناشط سمير الشامي الذي تحدث إلى (رويترز) من دمشق عبر موقع (سكاي بي)، إن القتال ما زال مستمرًا في حي التضامن في جنوب العاصمة بعد معارك متواصلة طوال الليل في حي الحجر الأسود القريب.
وقال إن دوي إطلاق النار يتردد بكثافة والدخان يتصاعد من المنطقة.
وأضاف هناك بالفعل عدد من الجرحى وأن السكان يحاولون الفرار من المنطقة. وعرض الناشط لقطات حية للدخان يتصاعد فوق مباني الحي. وتابع أن عربات مدرعة تتوجه نحو جنوب الحي، واصفًا القتال بأنه الأعنف في العاصمة.
وقال ساكن آخر في دمشق طلب عدم نشر اسمه، إن القتال هو الأسوأ حتى الآن، موضحًا: "شهدت هذه المنطقة الكثير من أعمال القتال، إنها منطقة فقيرة نوعًا ما، سكانها فقراء ويعيش فيها الكثير من الناس وتوجد حولها الكثير من المناطق الزراعية، وبالتالي من السهل على المعارضين المسلحين التسلل منها وإليها".
وقال نشطاء: إن انفجارًا استهدف حافلة لقوات الأمن في دمشق اليوم، الأحد، فأصاب عدة أشخاص بجروح. وقال سكان إنهم سمعوا انفجارًا قويًا أعقبه دوي لأبواق سيارات الإسعاف التي هرعت باتجاه الطريق الدائري بجنوبدمشق قرب حي الميدان.
وبعد مرور أكثر من خمسة عشر شهرًا على الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد، وصل القتال المكثف إلى ضواحي العاصمة في الأسابيع الأخيرة وتركز في المناطق الأشد فقرًا، حيث يبلغ الغضب من السلطات مداه.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يجمع تقارير من النشطاء المعارضين للأسد، إن إجمالي عدد القتلى اليوم الأحد لا يقل عن 80 قتيلاً، مؤكدًا أن الصواريخ استخدمت في القتال بدمشق.