الشباب هم اساس ومستقبل كل المجتمعات ، كلمات وشعارات متكررة يتغنى بها كل من يريد ( الاستخفاف ) على شباب هم في الأساس اصحاب عقول فذه وقدرات قادرة على كل شيء من تحويل التراب إلى ذهب وبناء النهضة، لم يعد شاب أو شابة اليوم أولئك الذين يسعون للمكتب المكيف والوظيفة المرموقة , نحن اليوم أمام جيل مثقف بدرجة عالية ووعي كبير لكل ما حوله يطلع على كل جديد بجميع حواسه ويتغذى من جميع الثقافات المختلفة بخيرها وشرها. شباب اليوم يدرك تماماً اهمية مستقبلة والفرص التي قد تأتيه ولديه من الاستعداد الشيء الكثير لخوض أي تجربة عملية يحقق من خلالها أهدافه وطموحاته ،شباب بهذه المقومات تجعل كل من لديه النيه والرغبة الصادقة الاستثمار في العنصر البشري أن يستثمر هذه العناصر ويحولها إلى عناصر انتاجية وقيادية ناجحة. لكن واقع الحال الذي يتحدث عن نفسه وهو أشبه (بشيخ في السبعين متزوج من فتاة السابعة عشرة) يقول لنا أن برامج دعم الشباب من خلال الصناديق متعددة الأشكال والألوان والتي تدعم بمبالغ فلكية !هى مجرد (حبر على ورق ) ومبالغ الدعم يتم القفل عليها برقم سري وعلى الشاب اكتشاف هذا الرقم متى ما تقدم لأحد هذه البرامج بعد أن يجتاز شروط متعددة وتعجيزية – كتوفير كفيل موظف حكومي ومعرفين وغيرها !! ذلك هو واقع شبابنا مع كل فكرة جيدة تولد لديهم ويبحثون عن من يدعمها ! أعرف شباباً يصفون تلك البرامج ( بالوهمية خاطفة الأفكار) وأنهم يعرفون جيدا أنهم أمام مواجهة تلك البيروقراطية ، ثم خطف أفكارهم ليس أكثر من ذلك...! هناك من يقدم لنا بعض الحلول المبتكرة والتي تتلخص في المؤتمرات التعريفية أو الندوات والمنابر الشبابية عبر الصحف كنوع من العلاجات ، لكن هل هذه الحلول (المؤقتة) سوف تؤتي ثمارها ؟! أم هى كسابقاتها من الحلول التي التي تعود على اصحابها بالدعاية من خلال هذه القضايا المهمة !. . أن كل من يقوم على برنامج أو صندوق يدعم منه الشباب يجب أن يدرك حقيقة : أنه مسؤول عن أمة بأكملها وعليه أن يتخلى عن الوجاهة الفارغة التي تجعله يتناسى حجم وأهمية هذا الموقع ! وبنفس تلك الأهمية يتوجب على رجال الأعمال أن يتخلوا عن نظرة ظن السوء نحو هؤلاء الشباب ، ويعلم أن هذا الشاب لم يأتي إليه طمعاً أو جشعاً، بل يريد أن ينفع نفسه ووطنه. خلاصة القول : شبابنا بحاجة اعطاء الفرص الحقيقية في كل المجالات والميادين المختلفة والتي يمكن من خلالها أن يكتشفوا قدراتهم واستثمارها ،الشباب اليوم لا يريد كلمة حق يراد بها باطل !! هم يريدون أن (ينجحوا ويرتقوا ) وهذا يمكن تحقيقه متى ما أدرك التاجر أهمية الأمر، وتواضع الأستاذ الجامعي مع طلابه، وفتح رئيس التحرير أبوابه وأدرك مسؤولوا البرامج أنهم مسائلين أمام الله في يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم بما كانوا يصنعون