ينطلق ، الأربعاء 16 مارس 2012 ، مهرجان كان السينمائي، حيث تتهافت شركات الانتاج السينمائي العالمية على المنتجع الفرنسي الصغير على البحر الابيض المتوسط للمشاركة في ابرز المهرجانات السينمائية في العالم والذي يستمر حتى 27 من مايو الجاري. ويتنافس على «السعفة الذهبية» للمهرجان ما يربو على 20 فيلما، ستة منها تروي حكايات من اميركا الشمالية وتعيد للسينما الأميركية موقع الصدارة. وتشمل هذه الستة فيلم «موون رايز كينجدام» (مملكة بزوغ القمر) للمخرج الأميركي ويس أندرسون، والذي يدور حول عاشقين صغيرين يختفيان، والذي سيفتتح النسخة الخامسة والستين من المهرجان. وقال مدير المهرجان تيري فريمو، إن «السينما الأميركية تعود بقوة»، وذلك في إعلانه عن الأفلام المختارة في الشهر الماضي، والتي تشمل فيلم «أون ذي رود» (على الطريق) للمخرج البرازيلي والتر ساليس والفيلم مأخوذ عن رواية كلاسيكية تحمل العنوان نفسه للمؤلف الأميركي جاك كيرواك. وتعني المجموعة القوية للأفلام الأميركية أن هوليود ستوفر مرة أخرى مزيدا من قوة النجوم في شارع «بروموناد دو لا كروازيت»، بصفوف النخيل على جانبيه وتزينه الفنادق المرتفعة المتدرجة على غرار «كعكات الزواج» والتي تملأ مدينة «كوت دازور». ومن بين النجوم الذين يتوقع أن يسيروا على بساط كان الأحمر الشهير، بروس ويلز وإدوارد نورتون، ويتواجدان لحضور عرض فيلم «موون رايز كينجدم»، إلى جانب الممثل زاك إيفرون والممثلة الحسناء نيكول كيدمان والممثل جون كيوزاك، الذين يشاركون في فيلم الإثارة «ذي بيبر بوي» (بائع الصحف) للمخرج «لي دانيلز». كما يظهر في المهرجان ثنائي «توايلايت» الشهير روبرت باتينسون وكريستين ستيوارت، لكن الأنظار ستتجه إلى ضيفي كان المعتادين براد بيت وأنجيلينا جولي - التي ستتباهى بخاتم خطوبتها الجديد. ويمثل باتينسون دور ملياردير يواجه خطر الاغتيال وأزمة مالية خلال تنقله في مانهاتن بسيارة ليموزين، في فيلم «كوزموبوليس» للمخرج الكندي ديفيد كروننبرج. لكن على الرغم من أن النجوم والأفلام الجذابة التي تعرض للمرة الأولى ربما تستحوذ على عناوين الأخبار في كان، إلا أن المهرجان يمثل أيضا فرصة لجس نبض صناعة السينما العالمية حيث تواجه منافسة قوية ومستقبلا اقتصاديا غامضا. وتضم قائمة الأفلام التي تتنافس على الجوائز الكبرى في المهرجان أفلاما جديدة للمخرجين المفضلين للمهرجان أمثال البريطاني كين لوتش والإيطالي ماتيو جاروني والنمسوي ميشائيل هانيكه والمخرج الإيراني المخضرم عباس كياروستامي. ويأتي جاك أوديار و آلان رينسيه الذي يخجل من عيد مولده التسعين، على قمة المجموعة الفرنسية في كان. ويترأس المخرج الإيطالي ناني موريتي، الذي فاز بجائزة السعفة الذهبية قبل عقد مضى عن فيلم «ذا سونز روم» (غرفة الابن)، لجنة التحكيم هذا العام. كما يعود المخرج الروماني كريستيان مونجيو إلى المهرجان بأحدث أفلامه، «بيوند ذا هيلز» (خلف التلال) والذي يدور حول قصة صديقين في ملجأ للأيتام. ويأتي «خلف التلال» بعد خمس سنوات من فوز مينجيو كأول روماني بجائزة السعفة الذهبية لاستعراضه الحياة اليومية في رومانيا إبان فترة حكم نيكولاي تشاوتشيسكو في فيلم «4 مانثز، 3 ويكس آند 2 دايز» (أربعة أشهر وثلاثة أسابيع ويومان). ويواصل الربيع العربي وضع بصمته من خلال فوز المخرج المصري يسري نصرالله بمكان في المسابقة الرسمية بفيلمه «بعد الموقعة». لكن الأفلام التي يخرجها مخرجون أميركيون مستقلون أمثال جيف نيكولز هي التي تخلق بالفعل جلبة في صناعة السينما قبل مهرجان كان. وانضم نيكولس، المقيم في أركانساس، للموقعة السنوية للفوز بالسعفة الذهبية بفيلم دراما المراهقين «ماد»، وذلك بعد فيلمه «تيك شيلتر» (المأوى) والذي نال استحسان النقاد. كما حجز مخرجان استراليان - هما جون هيلكوت واندرو دومينيك - مكانهما في كان بفيلمين أميركيين. ويتعاون دومينيك مرة أخرى مع براد بيت- بعد فيلم «اغتيال جيسي جيمس» - حيث يجسد بيت دور رجل أمني تستدعيه عصابة للتحقيق في سرقة خلال عمليات مقامرة تحميها العصابة وذلك في فيلم «كيلينج ذيم سوفتلي»(اقتلهم بنعومة). ويعرض في ختام المهرجان فيلم «تيريز ديسكيريو» للمخرج الفرنسي الراحل كلود ميلر. وتوفي ميلر في وقت سابق الشهر الماضي بعد صراع طويل مع المرض بعد الانتهاء من الفيلم، والمقتبس من رواية للمؤلف الفرنسي فرانسوا مورياك.