استنكر الداعية الاسلامي الكويتي الشيخ الدكتور ناظم المسباح ماوصفه ب هجوم الدكتور احمد الكبيسي على كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه الذي نقل عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء (150/3) مقالته المشهورة (والله لا أُخَيَّرُ بين أمرين، بين الله وبين غيره الا اخترت الله على سواه)، مشدداً على أنه لا يصح اتهام أحد من الصحابة الكرام بشق صف المسلمين فمثل هذه الاتهامات الباطلة تثير الفتن وتزيد الأحقاد والفرقة في المجتمعات المسلمة فضلاً عن كونها مغالطة تاريخية كبيرة فالكل يعلم ان المنافقين هم من شقوا صف المسلمين وأشاعوا الفتنة والفوضى في الأمة ومن يرجع لكتب التاريخ الصحيحة والمصادر الموثوقة يعرف تلك الحقائق، واضاف ان الدكتور الكبيسي جانبه الصواب في العديد من الأمور منها تعريف الصحابي وحقيقة الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، متسائلاً هل هذا هو العلم الشرعي الذي يحتاجه المسلمون في شتى بقاع الأرض؟! وزاد: الصحابي هو من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم أو رآه وآمن به ومات على ذلك، مؤكداً ان الخلاف وقع بالفعل بين علي ومعاوية رضي الله عنهما لكنه لم يكن بسبب «الكرسي» كما قال الدكتور وانما كان خلافاً على الأولويات فعلي رضي الله عنه كان يرى ان الصواب اقامة الدولة واستتباب الأمن الذي فقد في المدينة ثم بعد ذلك يقتص الخليفة من قتلة عثمان رضي الله عنه، أما معاوية فكان يرى بالقصاص أولاً وبالتالي فهما لم يختلفا على القصاص من قتلة عثمان وانما على توقيته ولم ينازع معاوية علياً مطلقاً على الخلافة. وشدد د.المسباح على ان الطعن في أي من الصحابة الكرام من البدع المنكرات وهو طعن في القرآن والسنة المطهرة، مذكراً بقوله تعالى في مدحهم وتفضيلهم على من سواهم «وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِاحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ? ذَ?لِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ » (التوبة:100)، متسائلاً كيف يكون هذا الثناء والفوز العظيم لقوم يشقون صف الأمة كما قال د.الكبيسي؟ واستطرد: اذا كان الامام والمؤذن - الذي يعمل في مسجد لا يتعدى رواده المئات أو عدة آلاف – يمر بعدة مراحل من الاختبارات المتنوعة فانه من باب أولى ان يتم اختبار كل من يتحدث باسم الاسلام عن طريق لجنة من كبار العلماء الربانين تتولى اجازة المتحدثين باسم الاسلام عبر الفضائيات نظراً لخطورة وتأثير الفضائيات على ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. وأشاد د.المسباح بتوجيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي بايقاف برنامج «وأخر متشابهات» الذي شهد الاساءة للصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه من قبل الدكتور الكبيسي، لافتاً الى الدور الكبير للفضائيات في تعريف عموم المسلمين بسير ومناقب آل البيت والصحابة رضي الله عنهم أجمعين، داعياً المولى جل وعلا ان يصلح حال الأمة بالعودة الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بنهج سلفنا الصالح خير هذه الأمة.