عزا الداعية السعودي الدكتور عوض القرني التصريحات التي أدلى بها قائد شرطة دبي اللواء ضاحي خلفان واتهم فيها إسلاميي الخليج بالرغبة في السيطرة على مقاليد الحكم، إلى ثلاثة احتمالات تنصب كلها بارتباط الرجل بقوى خارجية، سواء الموساد أو فلول النظام المصري أو إيران. ورغم تأكيد القرني على خلفان باعتباره "رجل أمن وحراسات للمؤسسات السياحية" بإمارة دبي يجب ألا يعطى أكبر من حجمه، حسب قوله، شدد على أنه يجب البحث فيما يحرك الرجل. ونقل موقع (الجزيرة نت) الأربعاء 28 مارس 2012 عن القرني قوله :إن الاحتمال الأول هو أن خلفان مدفوع من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي وبعض أجهزة الاستخبارات الغربية الساعية لتأزيم الوضع في الخليج، من أجل ارتهان حكوماته للغرب ومنعها من أن تقوم بدور إيجابي لدعم دول الربيع العربي. أما الاحتمال الثاني، حسب القرني، فهو أن "بقايا فلول الأجهزة الأمنية للأنظمة العربية التي سقطت هي التي تحرك ضاحي خلفان، خاصة أجهزة الأمن والاستخبارات المصرية المحسوبة على الرئيس المخلوع" حسني مبارك، وأوضح أن نفوذها في الأجهزة الأمنية الإماراتية "معروف منذ عشرات السنين"، ومشيرا في السياق نفسه استنادا على ما قال إنها تقارير غربية إلى أن "دوائر متنفذة في الإمارات ألقت بكل ثقلها، من أجل ألا يحاكم الرئيس المخلوع مبارك". أما الاحتمال الثالث الذي وضعه في مربع "الثورة السورية"، فهو أن خلفان مدفوع من بعض المصالح التجارية الإيرانية المتنفذة في الإمارات وفي دبي خاصة. ويشرح القرني بأن ذلك للانتقام من رفض إخوان سوريا الجازم لدعوات إيرانية للانسحاب من الثورة السورية وإفشالها لقاء تسلمهم لمناصب هامة في الدولة السورية، وهي صفقة عملت عليها إيران بقوة. ووصف القرني تصريحات خلفان -بشأن رغبتهم في السيطرة على الحكم بدول الخليج العربية- بأنها "كذب"، وشدد على أن أولئك الإسلاميين "في انسجام كامل مع حكوماتهم"، رغم دعواتهم للإصلاح. وأبدى الداعية السعودي البارز أسفه ل"ما وقع في الإمارات في الشهور الأخيرة من استهداف للإسلاميين هناك"، وطالب "عقلاء الإمارات بتدارك هذا الخلل"، الذي أعرب عن اعتقاده بأن "خلفان وأمثاله" هم من يقف وراءه. وفي وقت سابق اتهم قائد شرطة دبي جماعة الإخوان المسلمين بالتآمر على دول الخليج لاستلام الحكم، وتوقع أن تكون البداية من الكويت عام 2013، وحذر تلك الدول مما أسماه هذه المجموعات. وقال الفريق ضاحي خلفان لصحيفة "القبس" الكويتية نشرتها الأحد إن "الإخوان يتجهون نحو تغيير الأنظمة في الخليج، عندي مصادر تقول إن القادم هو جعل حكومات الخليج تملك ولا تحكم، وإن البداية ستكون من الكويت عام 2013 وفي بقية الخليج عام 2016". واعتبر أن "الكويت مهيأة أكثر من غيرها". وأكد أن معلوماته ليست مسربة من الإخوان لكن من أجهزة غربية استخبارية، "وهذا نحن نعرفه". وقال خلفان "الآن الأميركان هم وكيل الانتفاضات التي فعلوها، أنا لا أسميها ثورات.. آل الحكم إلى الإخوان و(الرئيس الأميركي باراك) أوباما حينما أعلن أنه على استعداد للتعامل مع الإخوان كان هذا مؤشرا". وأضاف "أنا أحذر دول الخليج من هذه المجموعات". ويشن المسؤول الأمني الإماراتي منذ مدة حملة عبر تويتر على الإخوان المسلمين معتبرا أنهم لا يقلون "خطرا" على الخليج من إيران، وفق ما أكد في كلمة ألقاها أمام مؤتمر أمني بالعاصمة البحرينية المنامة الشهر الماضي وتسرب مضمونها عبر وسائل الإعلام. كما هدد باعتقال رئيس اتحاد العلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي بسبب ما سماه "الهجوم" على قيادة دولة الإمارات. وكان القرضاوي انتقد عبر قناة الجزيرة الإمارات بشدة على خلفية قرارات إلغاء إقامة سوريين تظاهروا ضد نظام بشار الأسد، وقرارات أخرى بسحب جنسيات ستة إسلاميين مجنسين اتهموا بأنهم على علاقة بجمعيات تمول "الإرهاب". وقد استنكر المتحدث باسم جماعة الإخوان محمود غزلان مطالبة خلفان بإصدار مذكرة اعتقال بحق القرضاوي، وقال "الإمارات لن تجرؤ على اعتقال الشيخ القرضاوي، وهذه التهديدات والتصريحات حرب نفسية وكلام غوغائي، ولا يمكن اعتقال القرضاوي". ودعت الإمارات في وقت لاحق الحكومة المصرية إلى "توضيح موقفها" من هذه التصريحات. وندد الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني بتصريحات غزلان، قائلا إنها "غير مسؤولة وتفتقد للحكمة ولا تخدم الجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون ومصر لتعزيز علاقاتهما التي ترسخت على قواعد متينة عبر السنين".