منذ أن أعلن رئيس مجلس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون أن لقب (آنسة) والمستخدم للنساء العازبات سوف يتم حذفه من جميع المستندات والنماذج الرسمية واستبداله بلقب (مدام)، ليكون هذا اللقب مخصصا لجميع النساء المتزوجات والعازيات، منذ ذلك الحين وقليل من الجدل ما زال دائرا في بعض الأوساط النسائية الأوروربية. في الثقافة الغربية يلقب جميع الرجال بلقب واحد وهو (السيد) حيث لا يكشف هذ االلقب عن الحالة الاجتماعية للرجل، بينما دائما ما يتم التمييز بين النساء المتزوجات والعازبات في الألقاب ما بين آنسة (Miss) أو مدام (Mrs)، حتى أن هناك لقبا ثالثا للنساء اللاتي لا يردن الكشف عن حالتهن الاجتماعية حيث يستخدمن لقب السيدة (Ms) حيث لا يكشف هذا اللقب ما إذا كانت المرأة متزوجة أو عازبة، ومن المعروف دائما أن لقب آنسة أو مدام يكتب على البطاقات البنكية مثلا وفي الأوراق الرسمية للنساء في أوروبا وعموم الدول الغربية، وأحيانا تجبر النساء على اختيار اللقب عند تعبئة النماذج الوظيفية أو غيرها من الأوراق. بعض الجمعيات النسائية وخاصة في فرنسا فرحت كثيرا بهذا الخبر على أساس أنه يلغي أحد الاختلافات بين الرجل والمرأة ويقلل من اللمحة الجنسية عند استخدام لقب (آنسة) سواء للتعريف بها أو لمجرد معرفة ذلك أنها غير متزوجة، حيث تسعى مثل هذه الجميعات لإلغاء أي شيء يمكن أن يصنع فرقا ماديا أو معنويا بين الرجال والنساء في الأوساط الغربية، إحدى الكاتبات أشادت بالقرار الفرنسي وربطته بقانون إلغاء النقاب، وقالت إن الحكومة الفرنسية دائما ما تسعى جاهدة لتكريس المساواة بين الجنسين لصالح المرأة، وقالت إن كان الرجل لا يكشف عن حالته الاجتماعية أمام الآخرين كون اللقب موحد لجميع الرجال، فللمرأة الحق أيضا بعدم الكشف عن حالتها الاجتماعية. تقول الآنسة لورا تومبكينس ل "عناوين" مع حرصها على تعريف نفسها بالآنسة، تقول أنها دائما تفضل استخدام وكتابة لقب (آنسة)، وتضيف كيف يمكن الحصول على عمل بدون معرفة الحالة الاجتماعية للشخص، وترى الطالبة الإنجليزية تومبكينس أن لقب "آنسة" سيساعدها كثيرا، وخاصة عندما تكون العازبة هي الخيار المفضل في كثير من الوظائف والأعمال لأن بعض الشركات لا تريد المتزوجات بسبب كثرة المسؤوليات لديهن من منزل وتربية أطفال، ولكن في نهاية اليوم فلقب (السيدة) لا يزعج لورا كثيرا ولكنها تفضل دائما لقب (آنسة). ويشاطرها الرأي عدد من صديقاتها الطالبات في نفس الجامعة الإنجليزية بأن لقب "الآنسة" يمثل لهن الكثير في مسيرتهن العازبة، لأنهن ببساطة آنسات ولسن سيدات متزوجات كبيرات وغاضبات بسبب أعمال البيت أو الذهاب لجلب الأطفال من المدرسة، كما أنهن جميعا يعتقدن بأن الآخرين يجب أن يعرفوا بأنهن غير متزوجات، لأنه مجرد معرفة ذلك سيفتح أبوابا كثيرة للحديث والاقتراب إليهن أكثر مما لو كن متزوجات أو مجهولات الحالة الاجتماعية، فالآنسة بحسب تعليقاتهن مطلوبة في السوق. أما إيزابيلا وهي ثلاثينية متزوجة فترى أن اللقب لا يشكل أي فرق بالنسبة لها، ولا تهتم أو تحرص عليه حتى قبل زواجها، وتعتقد بأن اللقب الموحد لجميع النساء أفضل بالنسبة لها من ألقاب تفرق بين المتزوجة والعازبة، ولهذا يتفق عدد آخر من النساء مع إيزابيلا بأن المرأة يجب أن تحمل لقبا واحدا لا يميز بين متزوجة أو عازبة تماما مثل الرجال، ولكن في النهاية هو لقب بسيط لا يغير شيئا من الواقع ولا يضيف شيئا حقيقيا يذكر.