صدر حديثا عن المركز القومي للترجمة في مصركتاب "أحزان الإمبراطورية .. النزعة العسكرية السرية ونهاية الجمهورية" وهو الكتاب الذي يتنبأ بنهاية الإمبراطورية الأمريكية, ويقع في 429 صفحة للمؤلف البروفيسور تشالمرز جونسون . وذكر تقرير لوكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الاربعاء 7 مارس 2012 ان المؤلف يرى أن فرض الهيمنة الأمريكية على العالم هو شكل جديد لإمبراطورية كونية تحيط العالم بنظام واسع النطاق من القواعد العسكرية المزودة بأحدث ما أنتجته آّلة الحرب الأمريكية,حيث إن اعتماد واشنطن على الحلول العسكرية للمشكلات السياسية والاقتصادية أدى إلى سيطرة النزعة الإمبراطورية على سلوك الولاياتالمتحدة . ويدلل على هذا السلوك الإمبراطوري بدلائل مثل خوض واشنطن للحروب الانتقائية والتدخل في الشئون الدولية وانتهاك الشرعية الدولية دون العودة إلى الأممالمتحدة, وحتى انتهاك الدستور الأمريكي في الشئون الداخلية وفرض عمليات التجسس والتنصت على المواطنين الأمريكيين, وغير ذلك . ويحذر المؤلف من أن استمرار الولاياتالمتحدة في توجهاتها سوف يعرضها لمخاطر تهاوي الجمهورية والإفلاس وازدياد كراهية العالم لها و التورط في حروب لا تتوقف وخسارة الديمقراطية والحقوق الدستورية وهذا ما يسميها المؤلف جميعها ب (أحزان الإمبراطورية) . وبحسب المؤلف, فإن النزعة الإمبراطورية في السياسة الأمريكية هي شكل من أشكال النظام الاستبدادي ,حيث إن أمريكا تنشر الديمقراطية على فوهة مدفع, و أي شخص فرضت عليه الديمقراطية بهذه الطريقة سوف يسعى حتما للانتقام . ويؤكد المؤلف أن شعور الأمريكيين بالتميز يجعلهم لا يدركون أن الولاياتالمتحدة تهيمن على العالم من خلال قوتها العسكرية , حيث أنهم غالبا ما يجهلون حقيقة أن حكومتهم تنشر شبكة واسعة من القواعد العسكرية على أرض كل قارة و هذا ما يؤسس شكلا جديدا للإمبراطورية. س.ى يتبع
ويقول البروفيسور تشالمرز جونسون إنه بعد هجمات 11 سبتمبر أعلن بوش ووزير دفاعه "محور الشر" الذي يضم أكثر من 60 دولة تؤوي خلايا القاعدة, و بهذا أصبحت هذه الدول أهدافا مفتوحة للتدخل الأمريكي من جانب واحد, و قد سمحت وسائل الإعلام لنفسها بترويج عبارات معقمة مثل "الدمار غير المباشر" و "تغيير النظام" و "المقاتلون غير الشرعيين" و "الحرب الوقائية" , و كأن هذه العبارات كانت كافية لتبرير و إيضاح أفعال البنتاجون , وفي نفس الوقت كانت الحكومة تبذل جهودا مضنية لحرمان المحكمة الجنائية الدولية من خيار النظر في أي اتهامات بارتكاب جرائم حرب توجه إلى مسئولين أمريكيين . و يرى جونسون أن الولاياتالمتحدة وضعت على مسار لا يختلف عن مسار الإتحاد السوفيتي السابق في ثمانينات القرن العشرين, فقد أنهار الإتحاد السوفيتي لثلاث أسباب رئيسية هي:المتناقضات الاقتصادية الداخلية بدافع من الجمود الايدولوجي ,و التمدد الإمبراطوري , و العجز عن الإصلاح. و لما كانت الولاياتالمتحدة أكثر ثراء فقد تستغرق وقتا أطول حتى تفعل الأمراض المماثلة فعلها. و تابع قائلا: و لكن أوجه التشابه واضحة, و يرى أيضا أن هناك تطور واحد يمكن تصور انه يستطيع إيقاف عملية التوسع هذه وهو أن يستطيع الشعب السيطرة على الكونجرس وإصلاحه مع إصلاح قوانين الانتخاب الفاسدة التي جعلت منه منتدى للمصالح الخاصة , وتطهيره من فساده المتوطن و يرى المؤلف أنه إذا لم يحدث هذا الإصلاح فأن القصاص و الانتقام قادم لا محالة. المؤلف تشالمرز جونسون أستاذ غير متفرغ للعلاقات الدولية في جامعة كاليفورنيا في سان دبيجو وكان مستشارا لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية من عام(1967-1973) وهو رئيس معهد بحوث السياسة اليابانية في جامعة سان فرانسيسكو,ألف عدة كتب أحدثها ثلاثية يتناول فيها الإمبراطورية الأمريكية. أما المترجم فهو صلاح عويس ,عمل بإذاعة القاهرة كمذيع ثم كبيرا للمذيعين في إذاعة صوت العرب , كما ترجم وألف و أخرج عددا كبيرا من الأعمال الدرامية و البرامج الثقافية لمعظم الإذاعات العربية, وترجم أيضا عددا كبيرا من الكتب السياسية و الأدبية في الصحف العربية, ويعمل الآن محاضر بكلية الإعلام في جامعة مصر الدولية.