اشتبكت الشرطة الايرانية مع المتظاهرين المؤيدين للمرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي مستعملة الذخيرة الحية والغازات المسيلة للدموع والهراوات وخراطيم المياه لتفريق الحشود التي اجتمعت على خلفية نتيجة الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها، وذلك حسبما ذكر شهود عيان. وافاد احد مراسلي بي بي سي انه رأى رجلا يتعرض لاطلاق نار، وآخرين يصابون في اشتباكات متنقلة.
وقال الشهود ان سحب الدخان تصاعدت فوق ميدان الثورة حيث احتشد أنصار المرشح مير حسين موسوي في تحد للحظر الذي فرض على المظاهرات واندلعت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة والباسيج.
في المقابل، نقلت وكالة رويترز للانباء عن احد المقربين من موسوي قوله انه "لم يسع الى المواجهة مع السلطات الايرانية ولكنه مستعد للاستشهاد وسيدعو الى اضراب عام في حال اعتقل".
وقدر شهود عيان عدد المشاركين في المظاهرة بحوالي 3 آلاف شخص كانوا يرددون شعارات معادية لاحمدي نجاد مثل "الموت للدكتاتور وللديكتاتورية". كما افادت بعض الانباء عن وقوع انفجار في ضريح زعيم الثورة الايرانية السابق الامام الخميني ادى الى مقتل شخص ووقوع عدد من الاصابات.
من جهة اخرى نقلت الانباء عن شهود عيان ان انصار موسوي اقدموا على احراق مبنى كان انصار نجاد يستخدمونه خلال الحملة الانتخابية وان مواجهات اندلعت بين انصار موسوي وانصار نجاد وان الشرطة اطلقت النار في الهواء لوقف المواجهات بين الطرفين.
ولا يمكن التأكد من هذه الانباء بسبب الحظر المفروض على وسائل الاعلام من قبل الحكومة الايرانية.
وقد حذر اكبر مسؤول امني في ايران موسوي من الدعوة الى اي مظاهرات "غير مشروعة" وانه سيتم التصدي لاي تظاهرات بحزم وانه في حال خروج تظاهرات سيتم اعتقال المسؤولين عن التظاهرات.
وتم نشر عدد كبير من قوات الامن في قلب طهران ومنع الناس من الوصول الى الشوارع القريبة من جامعة طهران حيث كان مقررا يجتمع المتظاهرين فيها. كما حذر مجلس الامن القومي الايراني موسوي بانه سيعد مسؤولا عن التداعيات الناتجة عن التجمعات غير الشرعية في حال تحريضه على التظاهر. واعلنت وزارة الداخلية انه لم يتم اعطاء الاذن باي مظاهرات يوم السبت.
من جهة اخرى اعلن مجلس صيانة الدستور المكلف بالنظر في الطعون المقدمة من قبل المرشحين الخاسرين مير حسين موسوي ومهدي كروبي انه على استعداد لاعادة احصاء 10 بالمائة من اصوات الناخبين.
وكان المرشحان الاصلاحيان موسوي وكروبي قد تخلفا عن حضور جلسة مجلس صيانة الدستور لمناقشة طعونهما في نتائج الانتخابات. جاءت هذه التطورات بعد يوم من التحذير الشديد اللهجة من قبل مرشد الجمهورية علي خامنئي بوقف التظاهرات ومحاسبة الزعماء الذين يحرضون عليها. واعلنت اوساط مقربة من موسوي ان السلطات تفرض حظرا اعلاميا عليه وتمنعه من الاتصال او التحدث الى وسائل الاعلام او مخاطبة الناس اثناء التظاهرات. استمرار التحدي وجاء اول تحد لخامنئي من قبل المتظاهرين الذي صعدوا على اسطح الابنية في طهران باعداد اكبر وهو هم يهتفون "الله اكبر" و "الموت للدكتاتور" في اشارة الى نجاد. ووجهت زوجة المرشح الاصلاحي مير حسين موسوي دعوة على موقعها على الانترنت الى انصار زوجها للتظاهر مجددا السبت.
وكان انصار موسوي قد دعوا الى مظاهرة السبت 20/6/2009، الا ان محافظ طهران اصدر امرا بحظرها. ويطعن المرشحان الاصلاحيان موسوي وكروبي في اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد ويدعوان الى الغائها.
ويقول موسوي إن الانتخابات زُورت ويطالب بالتالي بإجراء انتخابات جديدة. وكانت نتائج الانتخابات الرئاسية كما أعلنتها وزارة الداخلية منحت أحمدي نجاد 63 في المئة من أصوات الناخبين في حين أعطت منافسه موسوي 34 في المئة وشهدت ايران مظاهرات يومية منذ اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها الاسبوع الماضي والتي فاز بها الرئيس محمود احمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية.
أوباما يحذر
وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد حذر الجمعة إيران من أن "العالم يراقب" سلوكها بعد ساعات من مطالبة المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران علي خامنئي في خطبة الجمعة بإنهاء مظاهرات الشوارع.
وقال أوباما في مقابلة مع قناة سي بي إس نيوز "بالنظر الى وتيرة ولهجة بعض التصريحات التي أدلي بها، أشعر بقلق بالغ من أن حكومة إيران ينبغي أن تدرك أن العالم يراقبها". وأضاف "أعتقد أن الطريقة التي سيتعامل بها القادة الايرانيون مع اناس يحاولون إسماع صوتهم بوسائل سلمية، سيعطي للمجتمع الدولي فكرة جيدة عن ماهية ايران". فيما ذكرت تقارير صحفية أن المرشخ الخاسر في انتخابات الرئاسة الإيرانية دعا مناصريه إلى مواصلة المظاهرات في حال تم حبسه من قبل سلطات الأمن الإيرانية .