تنتشر في طرابلس علامات تقول "ممنوع البنادق"، أكثر من تلك التي تحمل عبارة "ممنوع التدخين"، في إشارة تعكس أجواء التوتر التي تعيشها العاصمة الليبية، مع حلول الذكرى الأولى لانطلاق الثورة، التي أطاحت بنظام العقيد الراحل، معمر القذافي، والذي حكم ليبيا لأكثر من 40 عاماً. هذه الصورة عبرت عنها المدونة خديجة تيري، قبل أيام من الاحتفالات التي عمت شوارع مختلف المدن الليبية الجمعة، حيث ذكرت أنها شاهدت "أشخاصاً مسلحين ببنادق وأسلحة مختلفة، بل ويلوحون لبعضهم بتلك الأسلحة، بسبب حجة سخيفة، تُدعى الخوف." وبعد عام على انطلاق الثورة الليبية، خرجت العديد من المنظمات الحقوقية بتحذيرات من انتشار الأسلحة بين الليبيين، كما رصدت العديد من حالات الخروج على القانون، والتي غالباً ما تمر دون عقاب. ففي تقرير لها بعنوان "المليشيات تهدد آمال ليبيا الجديدة"، حذرت منظمة العفو الدولية من أن الميليشيات المسلحة التي تعمل في أرجاء البلاد، ترتكب انتهاكات واسعة النطاق دون محاسبة، وهو ما يفاقم حالة انعدام الأمن ويعوق إعادة بناء مؤسسات الدولة. ويوثق تقرير "أمنستي"، الذي حصلت CNN بالعربية على نسخة منه، ما يقول إنها "انتهاكات خطيرة وواسعة النطاق"، بما فيها جرائم حرب يرتكبها عدد كبير من المسلحين، ضد من يشتبه في أنهم موالون للقذافي، كما يشير إلى العديد من حالات الاعتقال لأشخاص على نحو غير قانوني، وتعذيبهم إلى حد الموت أحياناً. وقبل عام، تجرأ الليبيون على النزول إلى شوارع بنغازي، وكانت قلوبهم تغلي من الغضب، احتجاجاً على اعتقال المحامي الحقوقي الشاب، فتحي تربل، بينما تجمع نحو 2000 متظاهر أمام المكاتب الحكومية، يرددون الهتافات المناوئة للقذافي، الذي حكم البلاد بقبضة حديدية لأكثر من أربعة عقود. ولم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تكون هذه الاحتجاجات هي بداية النهاية لنظام القذافي، إلا أن الليبيين، الذين استلهموا ثورات شعوب البلدان المجاورة لهم، في تونس غرباً، ومصر شرقاً، واصلوا ثورتهم ضد القذافي، ودعوا إلى "يوم غضب" في 17 فبراير/ شباط 2011، بعدها انطلقت الاحتجاجات في مختلف المدن الليبية. وبعد ثمانية أشهر صعبة، شهدت معارك دامية، استدعت تدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لفرض منطقة حظر جوي على ليبيا، وحماية المدنيين من "بطش" كتائب العقيد، انتهت الثورة الليبية بسقوط طرابلس، وهروب القذافي منها، إلى أن قُتل على أيدي الثوار في 20 أكتوبر/ تشرين الأول من نفس العام. ووسط احتفالات صاخبة انطلقت في مختلف المدن الجمعة، يخشى كثيرون من أن يحاول موالون للعقيد الراحل "تكدير" فرحة الليبيين، خاصةً بعد انتشار رسائل بين عدد من أنصار النظام السابق، تدعو إلى "ثورة" جديدة بهدف "تحرير" طرابلس مما أسموها "ثورة الناتو"، كما انتشرت تسجيلات فيديو تدعو إلى "المقاومة." احتفالات شعبية غير مسبوقة وعلى صعيد الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة، قالت وكالة الأنباء الليبية إن مناطق وأحياء وميادين وساحات العاصمة طرابلس، تشهد منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة، "حشوداً وتجمعات شعبية كبرى، لم تشهدها منذ 42 عاماً، وذلك للاحتفال بانتصار ثورة 17 فبراير (شباط)، التي أعادت للشعب الليبي حريته وكرامته وعزته." وأضافت الوكالة الرسمية: "ونزل المواطنون في أحياء طرابلس كافة، وهم يرفعون أعلام الاستقلال، ويرددون هتافات النصر، وعبارات الفرح بهذه الذكرى الخالدة، فيما قامت العائلات بتوزيع الحلويات والمشروبات.. وازدانت المباني والعمارات السكنية