أشعل الليبيون شعلة الحرية للاحتفال بمرور حوالي عام على بدء الثورة التي أطاحت بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وتجمع ليبيون في قسم شرطة بمدينة بنغازي في شرق البلاد، حيث يعتقد أنه المكان الذي انطلقت منه أول مسيرة ضد حكم القذافي في 17 فبراير شباط من العام الماضي وحملوا الشعلة إلى ساحة الحرية. وبعد مرور عام على بدء الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي يستمتع الليبيون بالحرية التي حصلوا عليها حديثا بعد أكثر من 40 عاما من الحكم الشمولي. ويخرج محتجون الى الشوارع للتعبير عن غضبهم من قضايا مثل المطالبة بسداد الرواتب المتأخرة وإقالة مديري شركة حكومية والدفاع عن حقوق المرأة. وتحسنت الأوضاع المعيشية للمواطن الليبي منذ انتهت الحملة الجوية التي ساندها حلف شمال الأطلسي ضد القذافي التي استمرت ثمانية أشهر وما تلاها من فوضى، لكن المشاكل الأمنية والاقتصادية كثيرة في الوقت الذي تتجه فيه البلاد الى إجراء أول انتخابات حرة في يونيو حزيران. وفيما يحاول المجلس الوطني الانتقالي بناء دولة ديمقراطية فإنه يصارع لفرض سيطرته على البلاد الزاخرة بالأسلحة ولتشكيل قوات نظامية للجيش والشرطة. وتحاول ميليشيات مدججة بالسلاح أن تحول البلاد الى ضيعات محلية. ويقول مقاتلوها إنهم موالون للمجلس لكنهم لا يتبعون الا أوامر قادتهم. وتتكرر الاشتباكات بينهم بسبب خلافات حول من يسيطر على الأحياء. من جهته توعد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل بالرد بقوة على أي شخص يهدد استقرار البلاد. وقال عبدالجليل في كلمة بثها التلفزيون الليبي في ذكرى الثورة ان "ليبيا متسامحة مع الجميع وخاصة أولئك الذين لم تتلوث أيديهم بدماء الليبيين ولم يوغلوا في سرقة المال العام"، محذرا أي شخص يحاول زعزعة استقرار ليبيا من "عواقب وخيمة". وأضاف "إننا فتحنا أذرعنا لجميع الليبيين سواء أكانوا قد أيدوا الثورة أم لا"، لافتا إلى أن السلطات الحاكمة "تقف على مسافة متساوية من جميع الليبيين". وأوضح ان "هذا التسامح لا يعني أن المجلس الوطني الانتقالي سيساوم على استقرار البلد وأمنها"، مشيرا إلى أن "المجلس سيكون حاسما مع أي شخص يهدد الاستقرار في ليبيا". ولفت عبد الجليل الى ان "الثوار مستعدون للرد على أي محاولة لزعزعة استقرار البلد"، مؤكدا "اننا نسعى جاهدين لبناء الدولة الدستورية المدنية الموحدة، دولة لامركزية (...) لا للمناطقية فيها ولا للقبلية". واحتفلت ليبيا امس بالذكرى الاولى للثورة التي ادت الى الاطاحة بالقذافي الذي قتل في تشرين ليبيا الى ذلك قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة إن بلاده ستواصل دعمها للحكومة الجديدة في ليبيا، التي ينبغي أن تكون "فخورة بحق" بثورتها التي قضت على نظام معمر القذافي. وقال كاميرون بمناسبة الذكرى الاولى لاندلاع الثورة في ليبيا، إن بريطانيا ستساعد القادة الجدد في "التعامل مع إرث" حكم القذافي. كانت بريطانيا شاركت بقوة في الحملة التي قادها حلف شمال الأطلسي (الناتو) لدعم قوات المعارضة التي تتولى مقاليد الأمور في ليبيا حاليا. وأضاف كاميرون إن الإطاحة بالقذافي كانت "لحظة فارقة في الربيع العربي" و"ألهمت" آخرين في مختلف انجاء العالم. وأشار كاميرون في رسالة بمناسبة الذكرى الأولى للثورة الليبية إلى أن المجتمع المدني الليبي بدأ يزدهر وينهض للمرة الاولى بعد أربعين عاما. وقال "ما من شك في أن هناك سنوات من العمل الجاد (في انتظار المجتمع الليبي) لتفكيك الميليشيات المسلحة وبناء جيش ليبي جديد". "سنواصل دعم ليبيا، خاصة فيما يتعلق بما خلفه عهد القذافي، لترسيخ سيادة القانون والاستعداد لأول انتخابات تشهدها البلاد منذ أربعين عاما، في (حزيران) يونيو المقبل". كانت منظمة العفو الدولية ذكرت في بيان يوم الخميس ان المسلحين الذين شاركوا في المعارك التي شهدتها ليبيا العام الماضي، يرتكبون انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان بحق القوات التي كانت موالية للقذافي في هجمات وصفت بالانتقالية.