أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أنه «مازال هناك اطلاق نار وقناصة» في المدن السورية، وألمح إلى إمكانية عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب الاسبوع المقبل لتقييم مهمة المراقبين العرب في سورية. فيما قال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن منشقين عن الجيش السوري أسروا عشرات من افراد قوات الامن بعدما استولوا على نقطتي تفتيش عسكريتين بمحافظة إدلب الشمالية، في وقت قال فيه وزير الحرب الاسرائيلي إيهود باراك، إن أمام عائلة الرئيس السوري بشار الاسد «أسابيع عدة» فقط في الحكم. وقال العربي في اول مؤتمر صحافي يعقده منذ بدء مهمة مراقبي الجامعة العربية في سورية الثلاثاء الماضي، ان «آخر تقرير» تلقاه عبر الهاتف افاد بأنه «مازال هناك اطلاق نار وقناصة (في المدن السورية) ومن الصعب القول من اطلق النار على من»، مؤكداً ان «هذا موضوع يجب اثارته مع الحكومة السورية لأن الهدف (من ارسال المراقبين العرب) هو وقف اطلاق النار وحماية المدنيين السوريين». وأضاف «لدينا غرفة عمليات بمقر الجامعة لمتابعة عمل فريق المراقبين والجامعة تقدم تقريرها نهاية الأسبوع»، مضيفاً أن القتل مستمر في سورية «لكن لا يوجد لدي أعداد». وحول النتائج التي حققها فريق المراقبين في سورية قال العربي «القتل لم يتوقف لكن المظاهر العسكرية سحبت من المدن، كما نجحت البعثة في إدخال مواد غذائية للشعب وإخراج الجثث من الشوارع، نعم هناك إطلاق نار وقناصة». وأكد انه تم الافراج عن «3484 معتقلاً» منذ وصول المراقبين العرب الى سورية، مضيفاً ان الجامعة العربية طلبت من المعارضة السورية قوائم بأسماء المعتقلين للتحقق من وضعهم «ووصلت بالفعل» بعض القوائم، أمس. وأوضح ان رئيس بعثة المراقبين العرب في سورية الفريق اول محمد احمد الدابي سيرسل الى الجامعة «أول تقرير له خلال يومين»، مضيفاً ان «أحد وزراء الخارجية العرب طلب عقد اجتماع لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لدراسة التقرير الذي سيقدمه» الدابي. وفي واشنطن أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يستبعد أي خيار في التعامل مع الوضع في سوريا بما في ذلك النهج الذي اتبعته الولاياتالمتحدة بشأن ليبيا رغم التركيز على النهج الدبلوماسي. وفي رده على سؤال خلال الموجز اليومي للبيت الأبيض بشأن وجود أي خطط للطوارىء للتعامل مع الوضع في سوريا من جانب مجلس الأمن القومي الأمريكي أو وزارة الخارجية, قال كارني "الرئيس لا يستبعد أي خيار في هذه الحالة.. ولكننا نركز جدا على النهج الدبلوماسي". وأضاف : لقد مضى 16 يوما منذ وافق النظام السوري على البروتوكول المتعلق بمراقبي الجامعة العربية, و9 أسابيع على موافقته على خطة عمل الجامعة المكونة من أربع نقاط .. لقد أوضحنا أنه إذا لم يتم تطبيق مبادرة الجامعة الدول العربية فإنه سيتعين على المجتمع الدولي النظر في اتخاذ تدابير جديدة لإرغام هذا النظام على وقف العنف ضد مواطنيه". من جهته، قال باراك، أمس، أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي، انه يعتقد ان عائلة الاسد بقي لديها «اسابيع عدة» فقط في الحكم. وأضاف «بقي لعائلة الاسد اسابيع عدة فقط في السلطة في سورية» بحسب تصريحات اوردها المتحدث باسم اللجنة. وأشار إلى أن «وضع عائلة الأسد يسوء أكثر» على اثر «مزيج» من الضغوط الداخلية والخارجية، وقال «حتى لو كان صعبا الإشارة إلى توقيت محدد لسقوط النظام، فإن الاتجاه واضح وكل يوم يمر يقترب النظام من نهاية حكمه وسيطرته تضعف». وأوضح باراك أن المنظومة الدولية تدرك أنه لم تتم بلورة بديل للنظام في سورية «ولذلك، فإنه لا يتوقع في الفترة القريبة حدوث تدخل دولي ذا أهمية». وأضاف باراك أن قطر والسعودية تتبعان سياسة حازمة ضد النظام السوري «وهناك حالات فرار كثيرة من الجيش ويظهر بوضوح أنه يتم تعميق الشروخ في تكتل القيادة السورية». وأكد أن «الوضع الاقتصادي في سورية يزداد سوءاً والجيش يواجه صعوبة في التعامل مع المعارضة والفارين من صفوفه». وقال «يصعب معرفة ما سيكون في اليوم الذي يلي عائلة الأسد، لكن في جميع الأحوال ستكون هذه ضربة شديدة لمحور إيران - سورية - حزب الله». وكان باراك المقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اعلن في وقت سابق ان «سقوط الاسد سيكون نعمة للشرق الاوسط». على الصعيد الميداني، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، ان منشقين عن الجيش السوري اسروا عشرات من افراد قوات الأمن، بعدما استولوا على نقطتي تفتيش عسكريتين بمحافظة ادلب. وذكر ان المنشقين اشتبكوا مع قوات الامن عند نقطة تفتيش ثالثة، ما اسفر عن مقتل واصابة عدد غير معروف من قوات الامن الموالية للاسد. وأكد أن العملية وقعت في بلدة كفرحايا بجبل الزاوية في ادلب. وقال انه لم يتضح على الفور عدد القتلي او الذين أسرتهم القوات المنشقة. وتأتي الهجمات بعد ثلاثة أيام من اعلان الجيش السوري الحر المعارض أنه اصدر أوامره لمقاتليه بوقف الهجمات في انتظار اجتماع مع مراقبي الجامعة العربية الموجودين في سورية.