تشتد معركة الهيمنة على سوق الهواتف الذكية في أهم فترة بيع قبيل أعياد الكريسماس، وهناك على وجه الخصوص سباق شرس بين “أبل” و”سامسونج”، لم يترك سوى مجال محدود لباقي المتنافسين فيما تسعى كل منهما إلى السيطرة على الأسواق. وكان عدد الأجهزة التي تستخدم نظام تشغيل أندرويد” قد زاد لدرجة أنه أزاح “آي فو” (أبل) من المركز الأول إلى المركز الثاني خلال الربع الثالث من العام الحالي، لتحتل “سامسونج” المركز الأول كأكبر بائع للهواتف الذكية في العالم بعد أن كانت منذ عام واحد فقط لاعباً مغموراً في هذا المجال. ويبدو أن التنافس سيظل محموماً بين مختلف مصنعي الهواتف الذكية في سوق تتزايد فيها أعداد المستهلكين باطراد، حيث زاد “جي بي مورجان”، مؤخراً، من توقعات حجم مبيعات العام المقبل من أجهزة الهاتف الذكية إلى 657 مليون جهاز من 459 مليون جهاز هذا العام. ويتوقع محللون أن تستعيد “أبل” مكانتها بمبيعات بالغة القوة خلال الفصل الرابع من العام حتى أعياد الكريسماس عقب إطلاقها “آي فون 4 إس” خلال أكتوبر الماضي. وفي كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، كان “آي فون 4 إس” (أبل) أكثر الهواتف الذكية رواجاً في فترة ما قبل الأعياد حيث شكل ما يقرب من ربع مبيعات المملكة المتحدة خلال الأسبوعين الأولين من شهر ديسمبر وهو ما قد يجعله يستعيد ريادة السوق بكاملها. وتؤكد “إيه تي آند تي” و”فيريزون وايرلس” و”سبرينت نكستل” بالولايات المتحدة أن المستهلكين الذين كانوا قد أجلوا شراء هواتف ذكية انتظاراً ل”آي فون 4 إس” عادوا ليشتروا هذا الهاتف بكل زخم. ولم يترك نجاح هواتف “أبل” و”سامسونج” التي تعمل على نظام تشغيل “أندرويد” من “جوجل” غير مجال محدود لغيرها من المصنعين رغم رغبة المشغلين في أن يشهدوا تنافساً من آخرين مثل “ويندوز” و”ريسيرش إن موشن”. يذكر أن “إتش تي سي” “وريسيرش إن موشن”، اللتان تصنعان هواتف “ويندوز” و”أندرويد” تتوقعان مبيعات هزيلة في فترة ما قبل أعياد الكريسماس. وقال بيير فيراجو، المحلل في “بيرنستاين”: “أحدث (آي فون) بالفعل ثورة في سوق الهواتف المحمولة. وفي أعقابه ازدهر (أندرويد) ولدينا قناعة قوية بأنهما لن يتركا سوى مجال محدود لأي بديل آخر”. وعانت “ريسيرش إن موشن” بالفعل من سنة صعبة وبدا أنها الخاسر الأكبر بالولايات المتحدة في موسم الأعياد هذا، حيث لاقت صعوبة في الحد من تضاؤل حصة “بلاكبيري” السوقية قبل إطلاقها نظام تشغيل جديد العام المقبل. كما أن “إتش تي سي” لا تتوقع موسم مبيعات أعياد سعيداً. وكانت “إتش تي سي”، خامس أكبر بائع هواتف ذكية في العالم، قد فاجأت المستثمرين الشهر الماضي بأن خفضت توقعات إيرادات الفصل الرابع بنسبة 20% بعد ثلاثة أسابيع فقط من إصدارها بيانات أولية متواضعة أصلاً. من أبرز المشاريع التي راهنت على سوق الهواتف الذكية هذا العام الشراكة بين “نوكيا” و”مايكروسوفت”، والتي كانت الشركة الفنلندية تسعى من خلالها إلى استعادة مجدها مرة أخرى في هذا المجال. وكانت “نوكيا” تفتقر إلى هاتف ذكي عصري إلى أن أطلقت في شهر أكتوبر الماضي هاتف “لوميا” الذكي الذي يعمل على نظام “ويندوز”. غير أنها واجهت صعوبة في التأثير على سوق المملكة المتحدة التي لم يكن فيها هاتف “لوميا” ضمن قائمة الهواتف العشرة الأكثر مبيعاً على رغم من الدعاية المكثفة التي صاحبته. وخفض “جولدمان ساكس” مؤخراً توقعاته ل”نوكيا” نظراً لما شهده كبداية أدنى من المتوقع للهاتف “لوميا” في أوروبا. فهو يتوقع الآن أن تبلغ مبيعات “نوكيا” نحو مليون جهاز فقط من توقعات سابقة بلغت نحو 1,5 مليون جهاز، حيث قال: “بالنظر إلى أن (نوكيا) تطلق هاتفها في أسواق محدودة وأنها تواجه منافسة شديدة من آي فون فإن الحكم على نجاح (لومي)ا لم يحن بعد، غير أن المخاطر تزيد في وجه هذا الهاتف بالطبع”. ويبدو أن التنافس مرشح للزيادة العام المقبل، بالنظر إلى إطلاق نظام تشغيل “ريسيرش إن موشن” الجديد وعزم “نوكيا” على إطلاق هواتف ذكية جديدة، بالإضافة إلى أنه من المنتظر أيضاً إطلاق أجهزة جديدة من كل من “أبل” و”سامسونج” و”إتش تي سي” وأجهزة أخرى أقل سعراً من كل من “زد تي إي” و”هواوي”. نقلاً عن :«فاينانشيال تايمز»