أعلن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أن سوريا وقعت على بروتوكول المراقبين لكنها لم توافق على مجمل المبادرة العربية، معتبرا أن التوقيع على البروتوكول هو مجرد جزء من المبادرة. ودعا الفيصل من جهة أخرى الحكومة السورية إلى"وقف القتال فورا،وسحب اليات الدمار من المدن واطلاق المحتجزين". واعتبر الفيصل أن هذا أهم أمر الآن عقب توقيع الحكومة السورية على برتوكول المراقبين وقال "اذا كانت النوايا صافية، فيجب ان يتم تنفيذ هذه النقاط فورا". وقال الفيصل خلال مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء 20 ديسمبر 2011 في الرياض عقب ختام مؤتمر القمة الخليجية ال32 " بالنسبة إلى سوريا أهم ما تم في الجامعة العربية يوم أمس وقف القتال فورا وسحب آليات الدمار من المدن وإطلاق سراح المحتجزين فإذا كانت النية صافية عندما وقع البروتوكول فهذه الخطوات يجب أن تتم فوراً حتى يتم تنفيذ باقي فقرات البروتوكول". واشار الفيصل إلى تصريح لوزير الخارجية السوري يؤكد فيه عدم قبول المبادرة رغم التوقيع على البروتوكول ، مؤكدا أن مذكرة المراقبين جزء لايتجزأ من المبادرة العربية"،وأعرب عن أمله ان يكون التوقيع عليها هو الخطوة الأولى لتنفيذ جميع بنود المبادرة وقال" أنا سمعت في تصريح على لسان وزير خارجية سوريا أنهم قبلوا البروتوكول ولم يقبلوا بالمبادرة والبروتوكول جزء لا يتجزأ من المبادرة فأرجو أن يكون ما سمعناه خطأ وأنهم أتوا ليوقعوا على البروتوكول لأنه يحتاج إلى توقيع أما المبادرة فسبق وأعلنوا أنهم موافقون عليها " . وأكد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل "أن الحل العربي هو الحل الأفضل للأزمة السورية لأنه ثبت بالخبرة أن الحل الذي يأتي من الخارج لا ينفع غالبا لأن الدول الخارجية لا تفهم غالبا ما يناسب المنطقة"، واعتبر "أن من ينقل ملف الأزمة إلى مجلس الأمن والمنظمات الدولية، هي سوريا وليس العرب في حال رفضهم تنفيذ بنود المبادرة". كما تطرق الى الازمة اليمنية مؤكدا أنه "سيتم تقديم مساعدات لليمن، وقال"كلنا نقف إلى جانب اليمن ووقفنا بجانبه لانهاء هذه المحنة وسنقف إلى جانبه في المرحلة الانتقالية إلى أن تستقر الأمور". وأوضح أنه سيتمّ تسليم مساعدات لليمن، مؤكدًا أنهم يقفون معها في هذه المحنة التي أصابتها وسيعقدون مجموعة من المؤتمرات لدعم التنمية ليعود اليمن "سعيدًا". كما أكد الفيصل أنّ السعودية من جانبها سوف توفّر احتياجات مصر لعدة أشهر، مشيرًا إلى أنها تعتبر قلب العالم العربي؛ لأنها أكبر وأهم دولة، وسبب الاختلال الذي حدث في العالم العربي،هو تراجع دورها في الاضطرابات الأخيرة وبالرغم من ذلك فإنها قامت بدورها في المصالحة الفلسطينية التي كانت تحت رعايتها. وبالنسبة الى الانسحاب الأمريكي من العراق، اعتبر وزير الخارجية السعودية أن هذا "شأن أميركي-عراقي وتم بالاتفاق بين الجانبين"، مضيفا أنه "لا بد أن توضح العراق سياستها تجاه دول المنطقة حتى تتجاوب معها الأخيرة بالشكل المطلوب". ومن جهة ثانية، قال الفيصل إن إيران دولة جارة، وذات حضارة وذات إمكانيات، ونأمل ان تكون العلاقات بين دول المجلس وإيران على أحسن ما يرام. وتساءل الفيصل: لماذا تتابع إيران هذه السياسة تجاه نفسها؟ فإعلامهم على سبيل المثال يحاول أن يصور الانسان العربي وكأنه لا يستحق ذكره، والتهديدات للإمارات علنية. وإذا ما أرادت إيران حسن النية فنحن لن نكون متأخرين، وهذا من شيمنا، فنحن لا نتعدى على مصالح الغير ولا نريد لإيران أي شر. وحول نتائج القمة قال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي: إنَّ أبرز النتائج التي خرج بها مؤتمر القمة الخليجية هو ما ورد في خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد. وأشار الفيصل إلى تشكيل هيئة بواقع ثلاثة أعضاء لدراسة الاتحاد من كافة جوانبه؛ لأنَّ هذه الخطوة من شأنها دفع تحقيق الأهداف والآمال تمشيًا مع النظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي، الذي يسعى للتكامل والترابط وصولاً إلى الوحدة. وفي سياق تحقيق الأهداف تَمّ وضع الجدول الزمنِي اللازم لتحقيق النتائج التي تَمّ التوصل عليها. وذكر الفيصل في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب القمة أنّ الاجتماع تناول كافة القضايا الخليجية بشكل واضح وشفاف، مشيرًا إلى أنّ قادة الخليج يدركون أهمية الوحدة والترابط في هذه المرحلة الراهنة. واختُتِم الفيصل بالتأكيد على أنّ اجتماعات القائمة ستظلّ دائمًا خير يهدف لخدمة القضايا الخليجية وأن تكون هناك يد ممدودة بالمحبة والسلامة للأمتين العربية والإسلامية وبناء علاقات ود واحترام متبادل مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي.