أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن قمة الرياض ستحدث نقلة نوعية في مسيرة العمل الخليجي، مشيرا في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني إلى أن ما تضمنه إعلان الرياض والبيان الختامي للقمة من قرارات تجسد الأجواء الأخوية الودية التي سادت اجتماعات القادة واتسمت بالشفافية في تناول مختلف القضايا المدرجة على أعمالها. وقال «إن القرارات تجسد بشكل كبير استشعار القيادة الخليجية لمسؤولياتها أمام المرحلة الحالية التي تمر بها الأمة العربية بجميع متغيراتها وتحدياتها والعزم والتصميم على مواجهتها عبر إنتاج سياسة (يد تبني ويد تحمي) وذلك من خلال تحقيق تطلعات شعوبهم في تسريع وتيرة التعاون المشترك ومسيرة التطوير والإصلاح الشامل وتوسيع المشاركة الفعالة لكافة مواطني دول المجلس لفتح آفاق أرحب لمستقبل مزدهر، والحفاظ على استقرار دول المجلس وأمن شعوبه وحماية مكتسباته من خلال ترسيخ مفهوم الهوية والمساواة في حقوق المواطنة بين الجميع والتصدي لكل محاولات تصدير الأزمات الداخلية وإثارة الانقسامات والفتن المذهبية والطائفية». أبرز نتائج القمة وأضاف «لعل أبرز النتائج ترحيب قادة دول المجلس ومباركتهم للمقترح الذي ورد في خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد وتشكيل هيئة بواقع ثلاثة أعضاء من كل دولة لدراسته من مختلف جوانبه». وأكد الأمير سعود الفيصل أن هذه الخطوة من شأنها الدفع بهذه الأهداف والغايات على النحو المأمول وذلك تمشياً مع النظام الأساسي للمجلس الذي ينص على تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولا إلى وحدتها. وأضاف قائلا «في سياق تحقيق الأهداف كلف المجلس الأعلى الأمانة العامة والمجالس الوزارية بوضع الآليات التنفيذية والجداول الزمنية لتنفيذ الخطط والبرامج». وفيما يختص بانخراط المرأة السعودية في الحقل الدبلوماسي أجاب وزير الخارجية قائلا «نحن سنحول الآن وظائف المنتميات لوزارة الخارجية إلى وظائف دبلوماسية». وقال «من أهم النقاط في الاتحاد الخليجي هو التقارب بين الشباب في مجالات التعليم واللقاءات والكشفية وتوحيد المناهج في العلوم المختلفة وفي مقدمتها تدريس مادة التاريخ وأن يعلم الشباب أن تاريخهم واحد، وأن يشعر الشاب في أي مكان أنه إذا انتقل إلى بلد آخر لا تغير في وضعه بل سيلقى نفس المعاملة». محنة اليمن وردا على سؤال عن الأزمة اليمنية قال وزير الخارجية «أعتقد أن كل الإخوة في دول مجلس التعاون يقفون مع اليمن في إنهاء المحنة التي أصابتهم وسيقفون معهم في الفترة الانتقالية إلى أن تستقر الأمور ومن ثم سيبدأون بعقد مجموعة أصدقاء اليمن لجمع لتبرعات من سائر الدول لدعم التنمية في اليمن السعيد عسى أن يعود سعيدا مشاركا في الحضارة العالمية كما شارك في الماضي في هذه الحضارة». وفيما يختص بالانسحاب الأمريكي من العراق أكد أن ذلك شأن عراقي أمريكي كان باتفاق الجانبين وأن ما سيلي ذلك من ردود أفعال وتفاعلات لا نعلمها. وأضاف «وبالتالي أعتقد أنه بسرعة ممكنه لا بد أن توضح العراق سياستها تجاه دول المنطقة حتى تستطيع التجاوب معها دول المنطقة بالشكل المطلوب». وتمنى الأمير سعود الفيصل استقرار العراق وأن يساوي بين المواطنين العراقيين في الواجبات والمنافع وأن لا يكون هنالك فرق بين عراقي وآخر وأن تسير الأمور بأن يكون العراق عامل استقرار وركيزة أمن في الدول العربية بعد أن كان ركيزة دمار خاصة وأنهم مروا بهذه التجربة». أزمة سورية وعن أزمة سورية قال سعود الفيصل «بالنسبة إلى سورية أهم ما تم في الجامعة العربية يوم أمس (أمس الأول) وقف القتال فورا وسحب آليات الدمار من المدن وإطلاق سراح المحتجزين، فإذا كانت النية صافية عندما وقع البروتوكول. وهذه الخطوات يجب أن تتم فوراً حتى أن باقي فقرات البروتوكول تتم، وأنا سمعت في تصريح على لسان وزير خارجية سورية أنهم قبلوا البروتوكول ولم يقبلوا بالمبادرة والبروتوكول جزء لا يتجزأ من المبادرة، فأرجو أن يكون ما سمعناه خطأ وأنهم أتوا ليوقعوا على البروتوكول لأنه يحتاج إلى توقيع أما المبادرة فسبق وأعلنوا أنهم موافقون عليها». وفي رد على سؤال عما احتوته المبادرة العربية قال «المبادرة العربية تدعو لوقف الاقتتال وسحب الآليات وإطلاق المساجين وتدعو إلى اجتماع مصالحة تحت مظلة الجامعة العربية لتجنب حرب أهلية في بلد شقيق كسورية، فسورية عند الدول العربية ككل ليست رخيصة، لا يضمر أحد لها شراً ولا يريد أحد أن يؤذي أي فرد من أفراد الشعب السوري بأي حال من الأحوال فما بالك إذا كانت المصيبة تأتي من السوريين للسوريين فالألم يكون أكبر والفزع يكون أكثر والتوسط لا خيار لنا فيه». وأضاف «كان الهدف من التدخل من قبل الجامعة العربية أن يكون حل القضايا العربية عربيا، ولم نجد من الحلول التي تأتي من الخارج حلولا صائبة في كثير من الأحيان، وقد ثبت بالخبرة أن ما يأتي من الخارج لا يفهم مشاكلنا وبالتالي الحل العربي بلا شك هو الأفضل للحال في سورية، الذي سينقل الأمر إلى المنظمات الدولية هي سورية ولسنا نحن، سورية إذا رفضت الحل العربي فمجلس الأمن مقدم له مشروع من روسيا التي من المفترض هي حليفة سوريا وهي من قدم المناقشات في نيويورك». وعبر عن أمله في أن يسمع السوريون النصيحة من إخوانهم العرب وأن يتجاوبوا مع المبادرة العربية عقب ما وقعوا على البروتوكول الذي وصفه بالخطوة الأولى لتنفيذ المبادرة. مساعدات لمصر وأكد الأمير سعود الفيصل دعم ومبادرة الدول القادرة في دول المجلس بتقديم المساعدات لجمهورية مصر العربية قائلا «إن هناك مفاوضات على بعض النقاط أما المساعدات المباشرة للاستخدام المباشر فقد صرفت». وأضاف قائلا «من ناحية المملكة العربية السعودية أيضاً فقد استمرت في توفير ما احتاجته مصر لمدة عدة أشهر وهذا ليس غريبا لأن مصر تعتبر قلب العالم العربي وأكبر وأهم دولة في العالم العربي وهناك التضامن في النظرة إلى الشرق الأوسط والتعاون العربي وبالرغم من المشاكل فمصر تقوم بواجبها في كل المراحل وآخرها الدور المصري في التصالح الفلسطيني الفلسطيني الذي تفضلت برعايته». التدخلات الإيرانية وعن سؤال لماذا لم توجد ردود أفعال في التحرك ضد المواقف الإيرانية، قال وزير الخارجية «إيران دولة جارة وذات حضارة وذات إمكانيات ونأمل أن تكون العلاقات على أحسن ما يرام بين دول المجلس وإيران. ومن المفترض أن يطرح هذا السؤال على الإخوة الإيرانيين لماذا هم يتبعون هذه السياسة تجاه جيرانهم التي تؤدي إلى الإساءة للعلاقة، فالإعلام الإيراني يحاول أن يصور الإنسان العربي وكأنه إنسان لا يستحق ذكره في الحضارات العالمية والتهديدات المباشرة من فترة لدولة الإمارات على موضوع الجزر تهديد علني لم يكن إيجابياً، المناورات التي يجرونها في مياه إقليمية خليجية لا تدل على حسن نية، فإذا أرادوا حسن النية فلن نكون متأخرين وإذا خطوا خطوة سنخطو خطوتين وهذا من شيمنا ونحن لا نريد أن نتعدى على مصالح أي دولة ولا نضمر لإيران أي شر والعلة ليست في السياسة التي ننتهجها بل العلة في السياسية التي تتبعها إيران». وعن زيارة رئيس الاستخبارات الإيراني للمملكة، قال «أعتقد أنها محاولة لإبراز أنهم مستعدون للتفاوض بالرغم من أنه كان هنالك عدة محاولات للقاء بين وزراء الخارجية وطرحنا عليهم عدة مواعيد ولم يتمكنوا من تلبيتها ربما إذا مضوا على المستوى الاستخباراتي يعتقدون أنهم مؤهلون أكثر للحديث». أمر مخز وقال الأمير سعود الفيصل فيما يخص استهداف الدبلوماسيين «هذا قدمنا عنه ملفاً كاملا للأمم المتحدة. في الحقيقة هذا أمر مخز، المبعوث في عرفنا الإسلامي يكرم فوق الابن ما يقتل، هؤلاء مبعوثون دبلوماسيون لا علاقة لهم بأي صلة خاصة وهم ممثلون لدى دول أخرى فالتعدي ليس على سيادة دولة واحدة وإنما على سيادة دولتين فالأمر غير مقبول ولا يمكن أن يرضاه القانون الدولي».