صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين 19 ديسمبر 2011 ان دمشق وقعت البروتوكول مع الجامعة العربية "بناء على نصيحة روسيا" ، مؤكدا في الوقت نفسه أنه ليس هناك اي تغيير في موقف روسيا المساند لسوريا في الازمة التي تشهدها منذ منتصف آذار/مارس الماضي، وأن التنسيق بين البلدين يتم بشكل يومي. وقال المعلم ردا على سؤال في مؤتمر صحافي في دمشق ان "التنسيق مع الروس يتم بشكل يومي. لا يوجد اي تغير في موقف روسيا". واضاف ان روسيا "موقفها واضح وهم كانوا ينصحون سوريا بالتوقيع على البروتوكول ونحن لبينا هذه النصيحة ايضا".
وشكلت موسكو طوال الفترة الماضية العائق الرئيسي امام اصدار مجلس الامن اي قرارات تدين القمع الدامي في سوريا منذ انطلاق الاحتجاجات في منتصف آذار/مارس. وتقدمت روسيا الخميس الى مجلس الامن بمشروع قرار يدين اعمال العنف في سوريا من قبل "جميع الاطراف"، بحسب نسخة مشروع القرار التي حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية. وعبرت واشنطن عن استعدادها للتعاون مع روسيا في هذا النص الذي انتقدته فرنسا بشدة.
وحصل النص الروسي في مجلس الامن منذ الان على دعم الهند. وقال السفير الهندي لدى الاممالمتحدة هارديب سينغ بوري "سبق ان قلنا اننا سندعم هذا النوع من القرارات". واكد وزير الخارجية السوري ان المراقبين الذين سيتوجهون الى بلده بموجب البروتوكول الموقع مع الجامعة العربية الاثنين "مرحب بهم" في سوريا، مؤكدا ان دمشق وقعت هذه الوثيقة اليوم "بعد ادخال تعديلات (عليها) اخذا بمطالب" دمشق. وقال المعلم في مؤتمر صحافي في دمشق "لنبدأ هذه الصفحة بالتعاون مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وبعثة المراقبين الذين نرحب بهم في وطنهم الثاني سوريا".
و أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أنه تقرر تأجيل اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية وكذلك الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الذي كان مقرراً بعد غد الأربعاء في القاهرة لمناقشة مستجدات الأزمة السورية وذلك بعد التطور الايجابي الذي حدث اليوم بالتوقيع على وثيقة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا من قبل الحكومة السورية والجامعة العربية.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين غداً الثلاثاء بالجامعة العربية برئاسة دولة قطر وذلك لمناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة وتدارس فتح مكتب للجامعة العربية في ليبيا لمتابعة جهود الجامعة العربية في إعادة إعمار ليبيا كما سيطلع الأمين العام المندوبين الدائمين على نتائج زيارته إلى بغداد والترتيبات الخاصة لعقد القمة العربية في بغداد.
ووقع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مع نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي في حضور الامين العام للجامعة نبيل العربي، البروتوكول في القاهرة الاثنين. واكد المعلم ان دمشق وقعت البروتوكول "بعد ادخال تعديلات (عليه) اخذا بمطالب" دمشق. وقال في المؤتمر الصحافي "لو لم تدخل تعديلاتنا على مشروع البروتوكول لم نكن لنوقع مهما كانت الظروف"، مؤكدا ان "السيادة السورية اصبحت مصانة في صلب البروتوكول والتنسيق مع الحكومة السورية سيكون تاما".
وقال الوزير السوري"اتفقت مع الأمين العام لجامعة الدول العربية على اعتماد خبير قانوني ليتواصل بيننا وأدخلنا تعديلات على مشروع البروتوكول ... وقد لمسنا منها الحرص على سيادتنا الوطنية والحرص على تنسيق عمل بعثة الجامعة العربية مع الحكومة السورية".
واتهم المعلم بعض الأطراف العربية بالسعي "لتدويل الأزمة السورية وبتبييت النية على ذلك مهما حدث". وقال المعلم إن سوريا لم تكن لتوقع على مشروع البروتوكول العربي ما لم تدخل عليه التعديلات التى طلبتها. وأضاف أن توقيع البروتوكول اليوم هو "بداية تعاون بين سوريا والجامعة" وإن بلاده ترحب ببعثة المراقبين العرب، ووصف بيان اللجنة العربية الأخير بعد اجتماعها بالدوحة بالسيء لأنه نظر للأمور من طرف واحد، حسب قوله.
وقال المعلم أن مسألة رفع العقوبات العربية على سوريا بعد التوقيع على البروتوكول متروكة لمدى حرص العرب على مصلحة الشعب السوري. وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب التوقيع في القاهرة قال الأمين العام للجامعة العربية "البروتوكول هو آلية للذهاب إلى سوريا للتحقق من تنفيذ بنود المبادرة العربية مثل أي آلية يتم التوقيع عليها التنفيذ مرتبط بحسن النوايا من جميع الأطراف".
وأضاف أن بعثة المراقبين هي مهمة جديدة على الجامعة العربية سوف يتم تنفيذها في أقرب فرصة خلال يومين برئاسة السفير سمير سيف اليزل مساعد الأمين العام ومعه معاونين في الشؤون القانونية والمالية والحكومية ومنظمات غير حكومية وممثلين لحكومات، وكل بعثة مكونة من عشرة أفراد أوأكثر، ويسري مفعول البروتكول لمدة شهر قابل للتجديد.
يشار الى ان المبادرة العربية تدعو الى سحب قوات الجيش السوري من المدن والبلدات، والإفراج عن آلاف السجناء السياسيين، وبدء حوار مع المعارضة والسماح بدخول مراقبين الى سوريا. وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وصل الى القاهرة صباح اليوم للتوقيع على البروتوكول.