يبدو أن الأزمة الاقتصادية بدأت تنخر عصب عمالقة التجزئة في المملكة العربية السعودية، إذ يبدو أن شركة(جيان)تمر بأزمة اقتصادية وإدارية في الوقت نفسه، وفي فرعها في بريدة فوجئ المتسوق بمنظر الرفوف والثلاجات الخالية من البضائع عندما يتنقل بين أروقة المعرض، فمعظم الأصناف غائبة وكثير من الرفوف مغطاة بصنف واحد من البضائع كنوع من التحايل على الفراغ في الخلف. المستودعات خلت تماما من البضائع، وأبقيت الخضار والفواكه الذابلة في بعض الرفوف لتبقى ساترا ما بين أعين المتسوق والرف الخالي. بعض الموظفين في السوبرماركت حاولوا أن يجدوا مبررا ويقدموا إجابات عن استفسارات المتسوقين حتى وإن كانت غير مقنعة وفق ما قاله متسوقون. فقد علل بعضهم خلو الرفوف بأن إدارة السوبرماركت تقوم بتغيير الشركات الموردة، إلا أن متسوقين لم يقتنعوا بهذه المبررات مرددين .."لا يعقل أن يقوم السوبرماركت بتغيير جميع الموردين الذين يتعامل معهم"..و متسائلين في الآن ذاته ب .."هل من المنطقي أن تترك رفوفه خالية بهذا الشكل، لولا أن هناك أزمة تكبر في الخفاء؟". غير أن بعض المتسوقين وجدوا في خلو منافذ (الكاشير)التي غاب عنها الموظفون وأغلق أغلبيتها أمام المتسوقين إجابة عن بعض تلك الاستفهامات. مصادر مطلعة ذكرت ل (عناوين)أن هناك أزمة مالية حادة ومشكلات إدارية تواجه الشركة، التي قاربت على ما يبدو من إغلاق فرع لها في عنيزة، فضلا عن التردي الواضح للعيان في فرع بريدة. وتتردد مفاوضات ما بين إدارة (جيان القصيم)المملوكة لمجموعة فواز الحكير، وبين مجموعة صافولا، بغرض ضمها إلى فروع (بنده العزيزية). من جهة أخرى نفى المدير الإداري والتشغيلي ومدير الموارد البشرية في (جيان)تركي الزهراني أن تكون هناك مشكلات مالية تعانيها الشركة، مشددا على أن (جيان) ما زالت قوية وقادرة على المواصلة. وقال الزهراني ل (عناوين):"إن تراجع حجم المبيعات وغياب المشترين في فروع القصيم حدا بالشركة الى عدم تزويدها بالبضائع حتى لا تتكدس دون جدوى، بينما يمكن بيعها سريعا في فروع الرياض والمنطقة الشرقية". وأضاف:"نحن نقدم العروض الترويجية، لكن لا نستطيع إجبار الزبون على الشراء من فروعنا، ولا نية لدينا بإقفال أي من فروع الشركة في القصيم، ولو كنا نعتزم ذلك سنعلنها للملأ، كما فعلنا حين أقفلنا فروعا أخرى". وعما اذا كانت (جيان)قد تضررت من الأزمة الاقتصادية العالمية، ذكر الزهراني أن الأزمة ألقت بظلالها على جميع الشركات وليس على (جيان)فقط، وأن تراجع حجم المبيعات لم يكن فقط في (جيان)وإنما في منافذ التجزئة كافة. وفي حين تناقلت الأوساط خبر تحقيق رقم خسائر ليس بالهين في مجموعة جيان، وأن هناك مفاوضات قائمة بينها وبين مجموعة صافولا، وأن المجموعة أيضا تقوم بإعادة هيكلة أعمالها، إلا أن الأستاذ تركي الزهراني نفى كل ذلك. الجدير بالذكر هو أن المملكة تحتل المركز الأول في حجم تجارة التجزئة على مستوى الشرق الأوسط تليها إيران التي تحتل المركز رقم 30 على مستوى العالم، وتشير التقديرات إلى أن حجم سوق الشرق الأوسط لتجارة التجزئة تجاوز ال 116 مليار ريال في عام 2008، ويتوقع أن يصل السوق بنهاية عام 2009 إلى 134 مليار ريال، في حين أن حجم سوق التجزئة في المملكة يتجاوز 70 مليار ريال، ويتوقع أن يصل إلى أكثر 80 مليارا نهاية العام الجاري 2009.