عبرت آخر قافلة من الجنود الأمريكيين الحدود من العراق إلى الكويت، الأحد 18 ديسمبر، منهية رسميا انسحاب القوات الأمريكية بعد نحو تسع سنوات من الحرب والتدخل العسكري الذي أودي بحياة نحو 4500 أمريكي وعشرات الآلاف من العراقيين. وتترك الحرب التي بدأت في مارس 2003 بإطلاق صواريخ على بغداد لإسقاط صدام حسين وراءها ديمقراطية هشة ما زالت تواجه متمردين وتوترات طائفية وصراعا لتحديد مكان العراق في المنطقة العربية. وسار آخر طابور مؤلف من نحو 100 مركبة مدرعة عسكرية أمريكية تقل 500 جندي أمريكي عبر صحراء العراق الجنوبية خلال الليل على امتداد طريق رئيسي خال إلى الحدود الكويتية. وقال السارجنت كريستيان شولتز قبل مغادرة قاعدة ادر للعمليات الطارئة الواقعة على بعد 300 كيلومتر جنوبي بغداد إلى الحدود "إنه أمر طيب أن نرى هذا الشيء ينتهي.. لقد كنت هنا عندما بدأ". وأضاف "رأيت كثيرا من الأشياء الجيدة وكثيرا من التقدم وكثيرا من الأمور السيئة أيضا". وبالنسبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما فإن هذا الانسحاب العسكري هو إنجاز لوعد انتخابي بإعادة الجنود إلى الوطن من صراع ورثه من سلفه ولطخ صورة الولاياتالمتحدة في كل أنحاء العالم. أما بالنسبة للعراقيين فإنه يحقق إحساسا بالسيادة ولكنه يثير مخاوف من احتمال انزلاق بلدهم من جديد في عنف طائفي من النوع الذي أدى إلى سقوط آلاف القتلى في ذروته في 2006-2007.