عقب اندلاع تظاهرات في قلب حي المال الراقي في نيويورك على مدار الشهرين الماضيين، احتجاجا على الفساد وانعدام العدالة الاجتماعية في الولاياتالمتحدة، بدأت بريطانيا هي الأخرى في التعبير عن خشيتها من انتقال عدوى الربيع إليها خصوصا في ظل تواجد جاليات عربية كبيرة هناك. وقال رئيس اركان الجيش البريطاني ان الانتفاضات المطالبة بالديمقراطية في الشرق الاوسط يمكن ان تتمخض عن نشاط اسلامي متشدد في بريطانيا لكن الخطر الاكبر على البلاد اقتصادي. وفي تحليله بحلول نهاية العام للمخاطر التي تواجه بريطانيا قال رئيس هيئة الاركان البريطانية الجنرال ديفيد ريتشاردز ان الربيع العربي يمكن ان يثير الاضطراب وسط الجماعات المهاجرة في بريطانيا.
وقال ريتشاردز في كلمة بالمعهد الملكي للدراسات الدفاعية والامنية في لندن انه يوجد "خطر ان تؤدي الصحوة العربية الى شقاقات وصراع داخلي يمكن تصديره بما في ذلك التشدد الاسلامي". واضاف "لديهم جماعات شتات تتواصل مع هذا البلد.. كما تفعل باكستان ودول اخرى تشق طريقها بصعوبة مع عدم الاستقرار". وبعد عام من بدء الاحتجاجات التي ادت الى الربيع العربي اصبحت السيطرة للاحزاب الاسلامية في تونس والمغرب ويبدو انها تسير على نفس الطريق في مصر رغم ان المتشددين الاسلاميين فشلوا حتى الان في انتهاز فرصة الفوضى. لكن ريتشاردز لم يكن لديه شكوك ازاء التهديد الرئيسي. وقال "انا واضح في ان الخطر الاستراتيجي الاكبر الذي يواجه المملكة المتحدة اليوم اقتصادي اكثر من كونه عسكريا... هذا سبب ان ازمة منطقة اليورو لها تلك الاهمية الهائلة". واضاف "لا يمكن لدولة ان تدافع عن نفسها اذا كانت مفلسة". وقال ان خفض ميزانية الدفاع نتيجة تلك الضغوط الاقتصادية يعني ان بريطانيا تحتاج الى اقامة علاقات عسكرية اوثق وخاصة مع دول الخليج والدول الافريقية. وتابع "تعاوننا مع الدول في الخليج وافريقيا اثمر بالفعل عن نتائج في المنطقة مقابل تكلفة قليلة على نحو مدهش. ربما يجب ان نركز علاقاتنا الدفاعية على تلك المناطق بدلا من التنافس على النفوذ مع اخرين كثيرين مثل الصين او الهند". وقال ريتشاردز ايضا ان مهمة حلف شمال الاطلسي في افغانستان حيث تشارك بريطانيا بحوالي 9500 جندي تتقدم على مسارها رغم قدرة طالبان على مواصلة الهجمات.