قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل السبت 10 ديسمبر 2011 إن ليبيا أصبحت مستعدة للعفو عن قوات العقيد الليبي السابق معمر القذافي التي قاتلت الثوار الليبيين خلال الانتفاضة ضد النظام السابق. وأعلن عبد الجليل، في كلمة ألقاها امام اول مؤتمر للحوار الوطني في البلاد يعقد السبت تحت شعار العدالة والمصالحة، "نحن في ليبيا نستوعب الجميع، فليبيا لجميع الليبيين". واعلن عبد الجليل السبت ان المجلس سينشر قريبا قانونين كان المجلس وافق عليها قبل فترة قصيرة يتعلقان بالمصالحة الوطنية. واضاف عبد الجليل ان القانون الاول متعلق بتبني اجراءات خاصة تتعلق بالعدالة الانتقالية، والثاني حول العفو العام عن الجرائم. واوضح عبد الجليل ان هناك مجموعة من الشروط المهمة المتعلقة بالعفو عن جرائم المتعلقة بالمال والقتل وجرائم الشرف او تلك المتعلقة بالمال العام، وتحقيق المصالحة مع اسر من قتلوا من الثوار، واعادة المال العام الى الحكومة. واضاف ان الليبيين بحاجة الى المصالحة "معتمدين في ذلك على الله والاسلام والقرآن وتعاليمه القيمة"، مؤكدا على ان ليبيا "اكبر من الجميع، وان ابناءها في هذه المرحلة متحابين ومتعاونين بين بعضهم على نحو لم يشهد من قبل" وانهم قادرون على الغفران والمسامحة. جمع السلاح من جانب آخر اعلن رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكب، في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الليبية السبت، عن "برنامج موحد وقوي لجمع السلاح" في ليبيا. وقال الكب ان الحكومة ستنجح في تطبيق البرنامج خصوصا بعد ان لاحظت تعاونا قويا من قبل المقاتلين حول ضرورة جمع وحصر الاسلحة الثقيلة والمتوسطة من المدن الليبية، وعلى الاخص طرابلس. وكان مئات الليبيين تظاهروا الأربعاء في العاصمة الليبية طرابلس احتجاجا على فوضى السلاح الناجمة عن تواجد ميليشيات مسلحة في طرابلس ودعما لوزارتي الدفاع والداخلية اللتين تسعيان بصعوبة لضبط انتشار السلاح. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "العاصمة لجميع الليبيين ولكن من سيسكنها هم المدنيون" و"لا للكتائب المسلحة داخل طرابلس وضواحيها". وانضم العشرات من عناصر الشرطة بثيابهم العسكرية الى المتظاهرين. وكانت الحكومة الليبية قد أعلنت الثلاثاء أنها منحت مهلة اسبوعين للمليشيات المسلحة لمغادرة طرابلس. وأكد بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة عبد الرحيم الكيب أنه "في حال لم تغادر الميليشيات العاصمة قبل العشرين من ديسمبر/ كانون الاول، فإن سكان طرابلس والحكومة سيغلقون المدينة أمام حركة المرور". وياتي إصدار هذا البيان عقب لقاء جمعه المسؤولين في مجلس مدينة طرابلس وأعضاء آخرين من المجلس الانتقالي الذي يدير شؤون البلاد. الاموال المجمدة وحول الاموال الليبية قال الكب ان الوقت قد حان للسيطرة على اموالها المجمدة في الخارج، وان طرابلس "ستعمل مع حكومات الدول الغربية بكل شفافية حول كيفية استخدام تلك الاموال خلال المرحلة المقبلة". ووصف الكب حكومته الانتقالية بأنها "حكومة قوية ومتوافقة وقادرة على اداء مهامها تجاه ليبيا وشعبها، وان الاموال الليبية المجمدة تخص ليبيا دون غيرها". من جانه دعا مفتي ليبيا الشيخ الصديق الغرياني، في نفس المؤتمر، الى المصالحة "انطلاقا من المصارحة مع الذات، التي تعني مساءلة النفس والتخلص من الشرور والآثام، والتأكيد على الاخلاص مع النفس في السر والعلن". واكد الشيخ الغرياني على ان المصالحة الوطنية يجب ان تبنى على اساسين، الاول أمن ليبيا، والثاني استقرارها، داعيا الى احتواء المقاتلين والعمل على اختفاء مظاهر التسلح من كافة المدن الليبية.