أشارت تقارير صحفية إلى أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في القاهرة نهاية الأسبوع لبحث الوضع في سوريا وموقف دمشق من بروتوكول بعثة المراقبة العربية، وذلك بينما أشارت مصادر المعارضة إلى سقوط 16 قتيلاً برصاص الأمن، إلى جانب مقتل أحد أبرز الأطباء الذين عملوا على معالجة الجرحى خلال فراره لتركيا. ونقل تلفزيون النيل المصري عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية قولها: "صرح مصدر مسؤول في جامعة الدول العربية بأنه من المقرر عقد اجتماعين عاجلين للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية ومجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بكامل هيئته برئاسة قطر نهاية الأسبوع الجاري بالقاهرة. وذلك لمناقشة تطورات الأوضاع على الساحة السورية." وأضاف المسؤول الذي رفض ذكر اسمه إن اجتماع اللجنة "سيبحث الرد العربي على الموقف السوري الذي تضمنته رسالة وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالموافقة على توقيع اتفاق بعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا بشروط." ولفت المصدر إلى أن الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي "قام بالرد على خطاب المعلم وأكد له بكل وضوح أنه لا يمكنه إلغاء القرارات التي اتخذها مجلس وزراء الخارجية العرب ولابد من عرض الأمر على المجلس مرة أخرى لاتخاذ قراره،" كما دعاه مجددا في ردنا عليهم إلى التوقيع على اتفاق بعثة المراقبين. وأوضح المسئول أن اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالملف السوري، والتي كان من المقترح عقدها في الدوحة السبت، ستعقد قبيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الموسع بالقاهرة. من جانبها، أعلنت صفحات المعارضة السورية مقتل الدكتور إبراهيم ناهل عثمان، الذي وصفته بأنه "بطل من أبطال الثورة ورمز من رموزها،" وقالت إنه كان من مؤسسي تنسيقية أطباء دمشق وناطق باسمها، "وقد أوقف دوامه في اختصاص الدراسات العليا في الجامعة من أجل التفرغ لعلاج الجرحى." وبحسب ما نقلته تقارير صفحات المعارضة فقد أصبح عثمان مطلوبا بشدة من قبل رجال الأمن مما اضطره لمحاولة السفر الفرار إلى تركيا، ولكن قوات الأمن السورية أطلقت النار عليه في قرية خربة الجوز الحدودية. وكانت مصادر المعارضة السورية قد قالت إن قوات الأمن قتلت 16 شخصاً السبت، خلال تصديها لمظاهرات خرجت في العديد من المدن، وسقط ثلاثة قتلى في حمص، حيث تحتشد القوات السورية تمهيداً - على ما يبدو - لعملية عسكرية، كما قتل ثلاثة في مدينة حماة، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وكان المجلس الوطني السوري المعارض قد أصدر بياناً حذر فيه مما قالها إنها "نية النظام ارتكاب مجزرة في حمص." وقال المجلس في بيان له إن الدلائل الواردة عبر التقارير الإخبارية المتوالية والفيديوهات المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الأرض في مدينة حمص تشير إلى أن النظام "يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف إخماد جذوة الثورة في المدينة و 'تأديب' باقي المدن السورية" المنتفضة من خلالها. وفي نفس السياق دعت فرنسا القوى العالمية الكبرى يوم السبت الى "انقاذ الشعب السوري" لتنضم الى الولاياتالمتحدة وبريطانيا في دق ناقوس الخطر بأن قوات الرئيس السوري بشار الاسد ربما توشك على اقتحام مدينة حمص احد معاقل المعارضة. وفي دمشق نفت الحكومة السورية استعدادها لاي حملة امنية واتهمت معارضيها بحمل السلاح وحذرت انصار التمرد في الغرب من ان سوريا تعتمد على روسيا والصين ودول اخرى في التصدي لاي تدخل اجنبي في شؤونها. وفي حمص قال ناشط انه ليست هناك مؤشرات على حشد للقوات حول المدينة كما قال نشطاء اخرون يوم الجمعة. ودعت جماعات معارضة المحال والعمال الى عدم العمل يوم الاحد وهو اول ايام اسبوع العمل في سوريا فيما اطلقوا عليه اسم "اضراب الكرامة". وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وهو موقع معارض على شبكة الانترنت ان 12 شخصا قتلوا في انحاء البلاد يوم السبت الى جانب رجل توفي متأثرا بجروحه كما اعيدت جثث ثلاثة اشخاص الى عائلاتهم قالت انهم قتلوا بسبب التعذيب. وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في تأكيد للمخاوف التي تصاعدت في واشنطن ولندن وانقرة "تعرب فرنسا عن قلقها الشديد تجاه المعلومات عن عملية عسكرية ضخمة تستعد لها السلطات الامنية السورية ضد مدينة حمص. "تحذر فرنسا الحكومة السورية من انها ستحمل السلطات السورية مسؤولية اي اعمال ضد السكان." واضاف فاليرو في البيان "يجب على المجتمع الدولي بأسره ان يحشد نفسه لانقاذ الشعب السوري." وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية يوم الجمعة "من المقلق للغاية ان في اماكن مثل حمص لدينا عدد هائل من التقارير عن انهم يعدون شيئا على نطاق واسع.