قدّم وزير الثقافة في الحكومة الانتقالية بمصر، عماد أبوغازي، استقالته إلى رئيس الحكومة، عصام شرف، احتجاجاً على ما أسماه "العنف المفرط" من جانب قوات الأمن تجاه المتظاهرين، في الأحداث الجارية بميدان "التحرير"، وسط العاصمة القاهرة، منذ السبت. وترددت أنباء عن استقالة وزير الثقافة مساء الأحد 20 نوفمبر، إلا أنه لم يصدر تأكيد رسمي من جانب الحكومة المصرية، إلى أن أكد أبو غازي لCNN بالعربية الإثنين، أنه تقدم باستقالته رسمياً، قبل الاجتماع الطارئ، الذي عقده المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع أعضاء الحكومة، مساء الأحد. وذكر أبو غازي أن استقالته جاءت اعتراضاً على أسلوب المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ومجلس الوزراء، ووزارة الداخلية، في التعامل مع المتظاهرين بميدان التحرير، وقال إنه رفض حضور اجتماع مجلس الوزراء مع المجلس العسكري الأحد، لبحث أحداث ميدان التحرير. وقال الوزير المستقيل لCNN بالعربية: "قدمت استقالتي اعتراضاً على العنف المفرط، الذي استخدمته وزارة الداخلية مع متظاهري ميدان التحرير، وأرفض هذا الأسلوب رفضاً تاماً"، وأضاف: "الأسلوب الذي تتعامل به وزارة الداخلية مرفوض شكلاً وموضوعاً، وليس لدي المزيد لأقوله بهذا الشأن". تأتي استقالة أبوغازي بعد قليل من توجيه الحكومة الانتقالية الشكر إلى وزارة الداخلية، في ختام اجتماع لمجلس الوزراء مساء الأحد، لبحث أحداث ميدان التحرير، على ممارستها ما وصفته ب "أقصى درجات ضبط النفس". وبحسب بيان أذاعه التلفزيون الرسمي، فقد أبدت الحكومة مساندتها لوزارة الداخلية "بمواجهة أعمال العنف"، وقالت إنها تؤكد على احترام حق التعبير، ولكنها "ترفض استغلال التظاهرات لزعزعة الأمن والاستقرار، في وقت تحتاج فيه مصر للوحدة والاستقرار". وكانت الحكومة الانتقالية قد تعهدت في بيانها، بإجراء الانتخابات في مواعيدها المقررة، معتبرة أن أحداث العنف التي شهدها ميدان التحرير "مفتعلة"، بهدف تأجيل الانتخابات أو إلغائها. ويشهد ميدان التحرير، الذي كان مركزاً لثورة 25 يناير الماضي، التي دفعت الرئيس السابق، حسني مبارك، للتنحي عن السلطة، بعد 11 يوماً على انطلاقها؛ مواجهات دامية بين آلاف المتظاهرين وقوات الأمن، منذ مساء السبت. وأسفرت المواجهات، التي تجددت قرب مقر وزارة الداخلية الإثنين، عن سقوط 22 قتيلاً على الأقل، بينهم قتيلان سقطا السبت، أحدهما بالقاهرة والآخر بالإسكندرية، بالإضافة إلى أكثر من 1700 مصاب.