شن مندوب ليبيا بالأمم المتحدة عبد الرحمن شلقم الجمعة هجوما جديدا على الدور القطري في بلاده يعتبر هو الأعنف لحد الآن داعيا الحكومة القطرية للتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده واتهمها بإمداد إسلاميين ليبيين بالأموال والسلاح،لإقامة حزب إسلامي على غرار حزب الله في لبنان، ولم يقف شلقم عند هذا الحد بل أكد أن قطر تسير على نفس الطريق الذي سلكه معمر القذافي من جنون العظمة متوهمة أنها تقود المنطقة . وأضاف شلقم لوكالة "رويترز" على هامش مؤتمر في مدينة طنجة المغربية إن هناك حقائق على الأرض هي أن قطر تقدم المال لبعض الأطراف الإسلامية مشيرا الى أنها تقدم لها المال والسلاح وتحاول التدخل في أمور لا تعنيها وقال إن ليبيا ترفض هذا. وقال شلقم في برنامج "مع الحدث" الذي يبث عبر التلفزيون الالماني القسم العربي "دويتش فيله" ان قطر تريد الهيمنة على ليبيا وان رئيس المجلس الانتقالي الليبي والوفد الليبي الذي زار قطر مؤخرا قبلوا ما أملي عليهم في الدوحة دون ان يكون لديهم خبرة سياسية ومعرفة بخلفيات الامور. واضاف شلقم ان وفد المجلس الانتقالي الليبي قبل بأمور فرضت عليهم من قطر يرفضها معظم الليبيين وانهم - اي قطر وحلفائها - اذا استمروا في اتجاه الهيمنة على ليبيا فهم واهمون ولن يقبل الليبيون بذلك بل ستتم مقاومتهم بكل الطرق. وقال شلقم "لن تكون ليبيا إمارة تابعة لأمير المؤمنين في قطر". واتهم عبد الرحمن شلقم دولة قطر بعدم الوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف في ليبيا، واعرب عن رفضه ان تتولى قطر قيادة التحالف الدولي للقوات في ليبيا، حيث وصف جيشها بأنه عبارة عن "مرتزقة". ووصف شلقم عملية جمع السلاح في ليبيا بأنه خدعة حيث ان المجموعة المكلفة بجمع السلاح باشراف قطري ستقوم بجمع السلاح وتعطيه لآخرين. وقال شلقم ان ليبيا ليست في حاجة لأموال قطر. وان من قام بالدور المهم على الأرض هو القوات الفرنسية والأميركية والبريطانية وليس القطرية. وسخر شلقم من ان القطريين سيديرون تنمية ليبيا حيث قال ان الخبراء الذين يديرون النفط والبنوك في قطر هم ليبيون، وان قطر لا تتميز عن ليبيا لكي تأتي وتعمل غرفة عمليات في ليبيا. وعبر شلقم عن رفضه لذلك وقال "هذا مرفوض، قطر كلها لا تساوي حارة في ليبيا. والخبراء الليبيون هم الذين يقودون قطر ولسنا في حاجة لقطر في أي شيء شكرا لهم، فليتركوننا نقرر مصيرنا بأنفسنا. نحن لا نعتبرهم محايدين. نحن لا نريد قطر ولا أميركا". وعبر شلقم عن عدم فهمه للتحالف الذي تقوده قطر قائلا "أنا لا أفهمه، ولا أقبله وغير معروف حتى لليبيين. قطر تقود أميركا وتقود فرنسا، من هي قطر، أليس جيشها من مرتزقة من نيبال ومن بنغلاديش وباكستان؟ ما هي قدرة قطر. أخاف أن تصاب قطر بما أصيب به معمر القذافي من جنون العظمة، فتتوهم أنها تقود المنطقة. أنا لا أقبل ذلك. عدد الشهداء الليبيين والجرحى يفوق عدد سكان قطر." واتهم السفير الليبي في الاممالمتحدة قطر بتشكيل حزب إسلامي موال لها على غرار حزب الله في لبنان. وكان رئيس وزراء ليبيا السابق محمود جبريل اتهم في تصريحات قطر بأنها تحاول لعب دور أكبر بكثير في شؤون بلاده وتؤيد فصائل لم يسمها. وفي مقابلة مع قناة تلفزيون العربية ومقرها دبي قال جبريل الذي استقال في اكتوبر-تشرين الاول بعد القبض على القذافي ومقتله "قطر قدمت الكثير للثورة الليبية في بدايتها حقيقة وقامت بدور لا يمكن ان ينسى". وتابع جبريل دون أن يوضح "لكن اعتقد ان قطر الان تحاول ان تقوم بدور اكبر من امكانياتها الحقيقة". وقال مسؤولون ليبيون ودبلوماسيون غربيون انهم يعتقدون ان قطر إحدى أصغر الدول العربية تقدم أموالا ومساعدة فنية لقادة عسكريين إسلاميين في ليبيا. كما اتهم جبريل قطر بالوقوف الى جانب فصائل لم يسمها في الحرب في ليبيا. وقال رئيس الوزراء الليبي السابق "قطر تمتلك ما يمكن ان يسمي ادوات القوي الناعمة.. المال والاعلام.. لكن سواء قطر او غير قطر كل الدول عندما تصل الي مرحلة يسمونها علماء السياسة الانتشار الاكثر من الامكانيات هذا يودئ الى الانكسار من الوسط". وأضاف جبريل ان قطر حاولت دائما لعب دور في الصراعات بالمنطقة بما في ذلك في اقليم دارفور بالسودان والقضية الفلسطينية. وقال "الدور القطري في ليبيا اذا كان دورا يلبي مصالح الشعب الليبي فهو دور مرحب به لكن عندما تنحاز قطر الى فئة او الى فئة ما ضد بقية الشعب الليبي فهذا قد لا يكون في صالح الشعب الليبي". ومضى يقول "ليبيا لن تكون تابعة لاحد سواء قطر او غيرها ولا الولاياتالمتحدة ولا فرنسا ولا بريطانيا. نحن نشكر كل هؤلاء الحلفاء على دعمهم ومسانتدهم للشعب الليبي لكن لا اعتقد ان الليبيين قد يقبلون بتدخل خارجي او ان اي احد (ينتهك) سيادتهم".