سجل فرانك لامبارد هدفا بضربة رأس ليقود المنتخب الإنجليزي إلى الفوز الأول له على نظيره الأسباني منذ 15 عاما وذلك في المباراة الودية التي جرت بينهما السبت 12 نوفمبر 2011 على استاد "ويمبلي" في العاصمة البريطانية لندن ضمن استعدادات الفريقين لبطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2012) التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا بالتنظيم المشترك منتصف العام المقبل. وانتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي ثم سجل فرانك لامبارد هدف المباراة الوحيد في الدقيقة49. وفرض المنتخب الأسباني سيطرته المطلقة على مجريات اللعب في معظم فترات الشوط الأول وحاصر مضيفه الإنجليزي في منطقة الجزاء معظم الوقت لكنه فشل في هز الشباك. وفي الشوط الثاني ، تحسن أداء المنتخب الإنجليزي كثيرا وأصبح الفريق الأفضل ونجح في تهديد مرمى حارس المرمى البديل بيبي ريينا. ونجح المنتخب الإنجليزي في ترجمة تفوقه في الشوط الثاني إلى هدف مبكر اثر ضربة حرة لعبها جيمس ميلنر عالية إلى داخل منطقة جزاء أسبانيا وقابلها المهاجم دارين بينت بضربة رأس قوية ارتطمت بالقائم وارتدت لتسير بمحاذاة المرمى قبل لتجد متابعة جيدة من فرانك لامبارد الذي أودعها برأسه إلى داخل المرمى قبل عودة الحارس ريينا لاتخاذ موقعه. وعادل إيكر كاسياس /30 عاما/ حارس مرمى المنتخب الأسباني الرقم القياسي لعدد المباريات الدولية التي يخوضها أي لاعب ضمن صفوف المنتخب الأسباني حيث رفع رصيده إلى 126 مباراة بالتساوي مع حارس المرمى السابق أندوني زوبيزاريتا. وحرس كاسياس مرمى المنتخب الأسباني في الشوط الأول قبل أن يترك المهمة في الشوط الثاني لزميله خوسيه بيبي ريينا. واحتفل المنتخب الإنجليزي بذكرى يوم الهدنة "بوبي داي" بعدما وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يوم الأربعاء الماضي على السماح للاعبي الفريق بوضع شارات "بوبي داي" المعروفة باسم "شارة الخشخاش" فوق شارات سوداء حول معصم كل لاعب خلال مباراة اليوم الذي يأتي بعد يوم واحد من ذكرى "يوم الهدنة" المعمول به في دول الكومنولث (اتحاد طوعي مكون من 53 دولة جميعها من ولايات الإمبراطورية البريطانية سابقا باستثناء موزمبيق ورواندا). وتحيي دول الكومنولث يوم 11 نوفمبر من كل عام ذكرى "يوم الهدنة" حيث انتهت الحرب العالمية الأولى في هذا اليوم من عام 1918، وذلك تمجيدا لذكرى مقتل جنود القوات المسلحة البريطانية الذين لقوا حتفهم جراء الحروب. وكان اتحاد الكرة الإنجليزي ناشد الفيفا السماح للاعبي الفريق بارتداء شارات "بوبي داي" المعروفة بإسم شارة الخشخاش "نظرا للونها الأحمر الفاتح" والتي تعبر عن الاحتفال بيوم الهدنة ، خلال المباراة اليوم ولكن الفيفا رفض قبل أن يوافق على وضع الشارة حول معصم اللاعبين. وعلى مدار 93 عاما منذ انتهاء الحرب العالمية عام 1918 ، خاض المنتخب الإنجليزي قبل لقاء اليوم 36 مباراة دولية في الفترة من الأول وحتى 15 نوفمبر لكن لاعبيه لم يسبق لهم وضع "شارة الخشخاش" على قمصانهم. وارتدى لاعبو المنتخب الإنجليزي شعار الخشخاش أيضا على قمصان التدريب قبل المباراة ، ثم وقف اللاعبون دقيقة حدادا قبل انطلاق اللقاء. وحقق المنتخب الأسباني سجلا رائعا في التصفيات المؤهلة ليورو 2012 حيث فاز في جميع المباريات الثماني التي خاضها في مجموعته بالتصفيات لترتفع معنويات اللاعبين قبل شهور قليلة من بدء رحلة الدفاع عن لقبهم الأوروبي رغم تذبذب مستوى ونتائج الفريق في المباريات الودية التي خاضها في الشهور التالية لفوزه بلقب كأس العالم 2010 وحتى مباراة اليوم. ويمتلك المنتخب الأسباني تفوقا واضحا في مواجهاته مع المنتخب الإنجليزي منذ سنوات طويلة حيث تعود آخر هزيمة سابقة للمنتخب الأسباني أمام نظيره الإنجليزي منذ عام 1987 إلى الخروج أمامه من يورو 1996 بضربات الترجيح. وفي المقابل ، فشل المنتخب الأسباني مجددا في تحقيق الفوز على استاد ويمبلي حيث كان آخر فوز له باستاد ويمبلي قبل 30 عاما وبالتحديد عندما تغلب على المنتخب الإنجليزي 2/1 في 25 آذار/مارس 1981 . واتسم أداء المنتخب الأسباني ، بطل أوروبا والعالم ، بالصبر الشديد حيث سيطر على مجريات اللعب في معظم فترات المباراة ولكنه فشل في استغلال الأخطاء الدفاعية والثغرات الدفاعية العديدة في المنتخب الإنجليزي خاصة في الشوط الأول. ووضح أسلوب تعامل كل من الفريقين مع المباراة منذ بدايتها حيث سيطر المنتخب الأسباني تماما على مجريات اللعب في وسط الملعب وضغط بشكل متواصل على الدفاع الإنجليزي بينما لجأ أصحاب الأرض للدفاع مع الاعتماد في الهجوم على المرتدات السريعة التي لم تسفر عن خطورة تذكر. وافتقد المنتخب الأسباني فقط للفعالية اللازمة أمام المرمىالإنجليزي فأهدر لاعبوه الفرص تباعا في ظل الرقابة اللصيقة التي فرضها فيل جونز وسكوت باركر على الثنائي الأسباني الخطير تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا بينما كان ديفيد سيلفا هو أنشط اللاعبين وكان المصدر الأساسي للخطورة الهجومية في المنتخب الأسباني. ولم يتخلص المنتخب الإنجليزي من الضغط الأسباني إلا مرتين فقط على مدار الشوط الأول ولكن هجومه المرتد فشل في تشكيل خطورة على مرمى كاسياس. ودفع المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني بلاعبيه سيسك فابريجاس وخوان ماتا في الشوط الثاتي أملا في إيجاد الفعالية الهجومية التي افتقدها في الشوط الأول ولكن شباك المنتخب الأسباني تلقت الهدف الوحيد للمباراة من أول هجمة في الشوط الثاني. وظل الأداء سجالا بين الفريقين في الدقائق التالية ثم ضغط المنتخب الأسباني وقدم أفضل أداء له في آخر 20 دقيقة من اللقاء ليحاصر المنتخب الإنجليزي مجددا داخل منطقة الجزاء. وأهدر ديفيد فيا أكثر من فرصة ثمينة لتسجيل هدف التعادل كما سدد فابريجالس كرة قوية قبل نهاية اللقاء ولكن في يد الحارس الإنجليزي لينتهي اللقاء بفوز أصحاب الأرض وهزيمة أخرى للمنتخب الأسباني أمام الفرق الكبيرة في المباريات الودية.