نفى مفتي مصرالدكتور علي جمعة، صحة ما نسبته إليه تقارير إعلامية إيرانية حول تأكيده على ضرورة استئناف العلاقات بين بلاده وإيران، داعياً وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية التي نقلت الخبر المزعوم إلى الاعتذار عن "اختلاق تصريحات" على لسانه. وقال إبراهيم نجم، مستشار جمعة، في تصريح نقله التلفزيون المصري عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية السبت 29 اكتوبر 2011إن المفتي: "لم يدل بأي تصريحات لوكالة أنباء فارس الإيرانية، كما زعمت سواء اليوم أو في أي وقت آخر عن مسألة استئناف العلاقات بين مصر وإيران وعودتها إلى مسارها الطبيعي." ونقل المستشار عن المفتي قوله إن هذا الملف برمته يحمل الطابع السياسي، وليس له صلة بالدين، ما يجعل القضية "من اختصاص وزارة الخارجية والأمن القومي المصري." وأهاب مستشار المفتي المصري بالوكالة الإيرانية "تقديم اعتذار عن هذا الخطأ المهني واختلاق تصريحات على لسان المفتي وضرورة الالتزام بالموضوعية المهنية خاصة تجاه تلك القضايا السياسية وخاصة في هذا الوقت الدقيق من تاريخ مصر." وكانت تقارير إعلامية قد نقلت عن وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية قولها إن المفتي جمعة أكد على "ضرورة إقامة علاقات جيدة بين القاهرة وطهران وعودتها للمسار الطبيعي،" وأن ذلك "يصب في مصلحة العالم الإسلامي." ونسبت التقارير إلى المفتي تشديده على "ضرورة الفصل بين تصريحات وتصرفات معينة من جانب فئة قليلة تسعى لإثارة الخلافات والصراع الطائفي بين المسلمين و تلك التي تستهدف تقوية الوحدة في العالم الإسلامي. يشار إلى أن العلاقات بين مصر وإيران كانت قد شهدت بعض الحرارة بعد تنحي الرئيس السابق، حسني مبارك، الأمر الذي رحبت فيه إيران واعتبرت أنه مقدمة لإنهاء القطيعة المستمرة بين البلدين منذ الثورة الإسلامية في إيران واستضافة القاهرة لشاه إيران السابق، ومن ثم إطلاق اسم قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات على شارع بطهران. غير أن آمال إيران بتحسن سريع في العلاقات سرعان ما تراجعت بسبب إطلاق القاهرة لعدة مواقف تشير إلى أنها لم تبدل مواقفها في السياسة الإقليمية، وتشديدها على أن أمن منطقة الخليج "خط أحمر" بالنسبة لها. وفي نهاية سبتمبر/أيلول، صدر موقف بارز وشديد اللهجة لشيخ الأزهر في مصر، أحمد الطيب، قال فيه إن الأزهر الذي "يعبر عن أكثر من مليار سني سيقف بالمرصاد ضد المد الشيعي، معتبرا أن ما يذاع في القنوات الشيعية يصب في مصلحة إسرائيل والغرب ويهدف لتفتيت الأمة الإسلامية." واستنكر شيخ الأزهر ما وصفها بأنها "محاولات محمومة لنشر مذهب الشيعة في بلاد السنة خاصة في مصر، وبجوار مآذن الأزهر قلعة أهل السنة والجماعة،" على حد تعبيره.