تجري الاستعدادات على معبر طابا الحدودي بين مصر واسرائيل لاتمام عملية تبادل السجناء التي توصل لها الطرفان مؤخراً، والتي سيستبدل بموجبها "الجاسوس" الاسرائيلي إيلان غرابيل ب 25 سجينا مصريا. وكان غرابيل قد اعتقل في 12 يونيو الماضي في القاهرة واحتجز دون محاكمة. ووجهت لغرابيل المولود في الولاياتالمتحدة اتهامات بأنه "دخل مصر لتنفيذ مهمات استخبارية لمصلحة الموساد، وتجنيد بعض الأشخاص ومحاولة جمع المعلومات والبيانات ورصد أحداث ثورة 25 يناير". وكانت آخر صفقة لتبادل السجناء بين البلدين قد نفذت قبل سبعة أعوام، وتسلمت مصر بمقتضاها ستة طلاب تسللوا إلى داخل إسرائيل مقابل تسليم عزام عزام الذي كان يقضي عقوبة السجن لمدة خمسة عشر عاما بتهمة التجسس لمصلحة جهاز الاستخبارات الاسرائيلي الموساد. ومن المتوقع أن يصل غرابيل إلى مطار تل أبيب في وقت لاحق الخميس 27 أكتوبر وسيكون في انتظاره أفراد عائلته. وكان مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر أقر بالاجماع الثلاثاء 25 أكتوبر الصفقة التي تمت بوساطة أمريكية. وأفادت مراسلة بي بي سي في القدس شيرين يونس بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي أصدر تعليمات لمواصلة محاولة اطلاق سراح المواطن عودة طرابين المعتقل في السجون المصرية منذ 11 عاما ولن تشمله الصفقة الحالية. ووجهت إلى غرابيل تهم ب "التردد على أماكن المظاهرات وبتحريض المتظاهرين على القيام بأعمال شغب تمس النظام العام، والايقاع بين الجيش والشعب بغرض نشر الفوضى بين جميع المواطنين والعودة لحالة الانفلات الأمني، ورصد مختلف الأحداث للاستفادة بهذه المعلومات، بما يلحق الضرر بالمصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد والتأثير سلبا على الثورة" حسب مصدر قضائي. إلا أن إسرائيل تنفي أن يكون غرابيل جاسوسا، وقالت إنه كان في القاهرة يعمل في مشروع للمساعدات القانونية. وقالت عائلته إن غرابيل لم يحاول إخفاء حقيقة أنه خدم في الجيش الإسرائيلي خلال حرب لبنان عام 2006. ويوصف السجناء المصريون المفرج عنهم بأنهم من بدو سيناء من بينهم ثلاثة قاصرين. ويعتقد أن معظم هؤلاء السجناء من المهربين وطالبي اللجوء والباحثين عن عمل في إسرائيل. ونفت السلطات الإسرائيلية أن يكون من بين السجناء متهمون في جرائم متعلقة بتهديد أمن إسرائيل. يذكر ان عدد المعتقلين المصريين في السجون الاسرائيلية يبلغ 92 معتقلا كما تؤكد مصلحة السجون الإسرائيلية. ويقول مراسل بي بي سي في القدس كيفين كونولي إن صفقة غرابيل تمت مناقشتها على الأرجح تزامنا مع الصفقة التي تمت بين حركة حماس وإسرائيل وأفرج بمقتضاها عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني.