أضافت القوات السورية إلى رصيدها جريمة بشعة جديدة، لتزيد -من حيث تدري أو لا تدري من حدة الثورة وتوحيد أطراف المعارضة- وتساهم في التعجيل بسقوط شرعية نظام بشار الأسد، وذلك حين اختطفت زينب الحصني ونكلت بها ورمت بها جثة في ثلاجة الموتى بالمستشفى العسكري بحمص مقطوعة الرأس واليدين. وتروي صفحة (كلنا زينب الحصني) في الفيس بوك قصة الجريمة التي بدأت خيوطها في أحد أحياء مدينة حمص الثائرة: لقد انطلقت من أزقة حي باب السباع التي كانت من أوائل الحارات التي دخلت فصول الثورة ورفعت لواء التمرد على سطوة الظلم والاستبداد حينها كان الشاب محمد الحصني شقيق زينب هو أحد أهم الناشطين المعروفين في الحي ولطالما غنى للحرية والكرامة، مما أثار حفيظة رجال الأمن والشبيحة فقاموا بعمليات دهم واقتحام لمنزل الشاب أكثر من مرة بحثاً عنه، ومع هذه المعاناة لم تستطع الأسرة الاستمرار في ذلك البيت الذي أصبح هدفاً للعمليات الأمنية المتتابعة فخرجت تبحث عن بيت آخر تتلمس فيه الآمان التي افتقدته لتستقر أخيراً في بيت تم استئجاره في حي النازحين ظناً منها أن مسكنها الجديد سيكون أحسن حالاً وأكثر أماناً من سابقه. وأضافت "مع غياب محمد عن البيت كان لزاماً على ابنة التاسعة عشر عاماً أن تجلب احتياجات البيت التي أصبحت مطلباً صعباً في ظل الحصار الخانق والفقر الذي أصبح يخيم على أهالي هذه المدينة المنتفضة، حينها كانت يد الغدر والخيانة تترقب خروج زينب من بيتها في حي النازحين في صبيحة اليوم الثاني من شهر رمضان، لتقوم باختطافها بعد سلسلة من المراقبة الشديدة التي طالت حتى مكالماتهم الأرضية والخلوية". وتبين الصفحة "بعد مرور خمسة أيام على اختطاف زينب، اتصلت إحدى الفتيات وقالت أن زينب قد لديهم وأنهم مستعدون لتسليمها مقابل محمد المطلوب للأمن، وحددوا مكاناً ضمن أحد الأحياء الغير آمنة فساومهم الأهل على مكان أخر في قلب المدينة، ولكن المتصلة أقفلت سماعة الهاتف وبقيت الأسرة ومنذ ذلك الحين لا تعرف عن مكان ابنتها أي شيء". وفي الثالث عشر من شهر أيلول وحسب (كلنا زينب حصني) فجعت الأسرة بنبأ استشهاد ابنهم محمد على يد رجال الأمن والمخابرات، فتوجهت لاستلام جثمانه الذي كان يرقد في ثلاجة المستشفى العسكري بحمص، "وأثناء تواجد الأسرة في المستشفى علموا بطريق الصدفة عن تواجد فتاة في التاسعة عشر من عمرها في ثلاجة المستشفى، سارعت الأسرة المكلومة لتقصي الخبر لكنهم في البداية لم يستطيعوا التعرف على ابنتهم زينب, لقد بدت مقطوعة اليدين من الكتف مقطوعة الرأس وقد حرق وجهها باديةٌ على ظهرها أثار التعذيب والحروق التي غطت أغلب جسدها". وأكدت (كلنا زينب الحصني) بأنه لم يسمح للأسرة المكلومة أن يستلموا جثمان ابنتهم الطاهرة، إلا بعد التوقيع على إقرار يمنعهم من تصوير الجثمان ويمنعهم من إقامة جنازة يحضرها الناس، "بالفعل فقد حملت الأسرة الجريحة جثمان زينب لتدفنها في مقبرة باب السباع في جمع صغير من الحاضرين، أقتصر على أسرتها وبعض الأقارب، لكن وبعد مغادرة المشيعين سارع بعض الشباب لنبش القبر وتصوير تلك الجريمة البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية وتتبرأ منها كل معاني الرحمة".