قال مسؤول رفيع في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن ان اتفاقا لتخلي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن السلطة يمكن ان يكون جاهزا للتوقيع مع احزاب المعارضة خلال 15 يوما. ويدور الخلاف منذ شهور بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك المعارضة بشأن خطة انتقال السلطة التي طرحها مجلس التعاون الخليجي بينما يطالب المحتجون اليمنيون باستقالة صالح فورا. وعلى الرغم من التشكك الواسع في امكانية التوصل الى مثل هذا الاتفاق قال سلطان البركاني الامين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام واحد المقربين من صالح لرويترز ان الجانبين سيختتمان قريبا محادثاتهما بشأن الاعداد لحكومة جديدة وتوقيع الاتفاق. وقال البركاني في مقابلة انه متفائل بامكانية استكمال هذه الخطوات خلال ما بين 10 و15 يوما وان المطلوب هو المزيد من الوقت لتحديد موعد جديد للانتخابات الرئاسية. واضاف ان المناقشات بشأن كيفية ادارة العملية الانتخابية قد تؤخر الانتخابات الى يناير او فبراير من العام المقبل. وقال ان الظروف التي يشهدها اليمن حاليا لا تلائم اجراء انتخابات وان المتوقع ان يستغرق الامر ستة اشهر. وما زال التوتر شديدا في اليمن حيث ادت ثمانية اشهر من الاحتجاجات المناهضة لصالح والاشتباكات المسلحة المتفرقة وتعطل الاقتصاد الى دفع البلاد الى حالة عميقة من البؤس. وتخشى الولاياتالمتحدة والسعودية المجاورة ان يؤدي الاضطراب في اليمن الى فتح المجال امام جناح القاعدة الذي يتخذ من اليمن مقرا له كي يعمل في المنطقة وخارجها. وفي الاسبوع الماضي منح صالح الذي يقضي فترة نقاهة في الرياض منذ اصابته في يونيو جراء هجوم على مجمعه الرئاسي، نائبه عبد ربه منصور السلطة لتوقيع الخطة الخليجية نيابة عنه وهو ما اعتبره محللون سياسيون طريقة لاقرار المبادرة دون ان يضطر للتوقيع عليها بنفسه. لكن بعض الدبلوماسيين في صنعاء اعربوا عن قلقهم من ان يحاول صالح استغلال ما بقي في يديه من سلطاته الرئاسية لرفض الاتفاق. وتراجع صالح ثلاث مرات في السابق عن التوقيع على المبادرة الاصلية التي تقدم بها مجلس التعاون الخليجي والتي تضمنت استقالته خلال 30 يوما من التوقيع. واتفقت المعارضة والحزب الحاكم مؤخرا على ادخال تعديلات على الخطة للسماح بحدوث الانتقال من خلال انتخابات مبكرة. لكن نقطة شائكة ما زالت قائمة. وهي ان المعارضة تريد ان ينقل صالح كل سلطاته الى نائبة قبل الانتخابات لمنعه من استخدام هذه السلطات في التأثير على نتيجة الانتخابات. ويقول الحزب الحاكم انه يتعين الا يستقيل صالح الا بعد الانتخابات.